-A +A
تنفس الغربيون والعرب الصعداء أمس الأول، بعدما أعلن فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا، متغلباً على زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي توعدت بطلاق بلادها من الاتحاد الأوروبي، وباتخاذ سياسات ضد المهاجرين والجالية المسلمة التي تمثل رمزاً لتقبل فرنسا للآخر. وعلى رغم حداثة حزبه، فإن ماكرون استقطب الناخبين برفضه أن ينتمي إلى اليمين أو اليسار التقليديين. على أن ما يهمنا في هذه المنطقة أن يواصل ماكرون ما بدأه سلفه الرئيس فرانسوا هولاند من تعزيز للعلاقات مع الدول العربية، خصوصاً السعودية التي ترى نفسها حليفاً وثيق الصلة بقصر الإليزييه، إذ يجمعهما تطابق وجهات النظر حيال أهم الملفات التي تهم المنطقة، خصوصاً حل النزاع بين فلسطين وإسرائيل، وإنهاء الأزمة السورية، ولجم التدخلات الإيرانية في اليمن وفي شؤون الدول العربية، وقبل كل شيء ما يتعلق بمحاربة الإرهاب الذي اكتوت فرنسا بناره أكثر من غيرها من الدول الأوروبية والغربية. وقد أجمع القادة الغربيون والعرب على المبادرة بتهنئة ماكرون، الذي حض زعماء غربيون عدة على انتخابه قبل بدء الاقتراع في جولة الإعادة الأحد الماضي؛ ما يشي بأنهم يعلقون آمالاً كبيرة على استمرار الدور الفرنسي الداعم للتوافق الغربي حيال التحديات التي تواجه هذا العالم المضطرب، خصوصاً الدور الروسي في سورية، ومساعي النظام الإيراني للهيمنة وتمديد النفوذ، وهما تحديان لو سمح لهما بالاستمرار فإن جهود مكافحة الإرهاب قد تتباطأ، وقد تنتقل الجماعات الإرهابية إلى ملاذات أخرى لتنعم بحماية الأنظمة الشريرة.