-A +A
إذا كان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جادا في السعي والمساهمة في إيجاد حل سياسي في اليمن، فلابد أن يكون أكثر شجاعة ووضوحا وجرأة، على خلاف ما جاء في خطابه الأخير الذي حمل الكثير من التناقضات، وكشف عمق الانقسام في صفوف الانقلابيين في اليمن.

إن محاولات صالح المستمرة للعب على الخيوط كافة بطريقة تضمن له الفرار من العقوبات الأممية التي نصت على اسمه كمعرقل للتسوية السياسية في اليمن، لن تمنحه نافذة للخروج من هذه الكارثة التي تسببت في قتل الكثير من الأبرياء؛ لذا لابد أن يكون صالح وأتباعه أكثر عقلانية وحرصا على مستقبل اليمن.


يقول صالح في خطابه إنه «لا علاقات عسكرية ولا سياسية ولا اقتصادية» تربط الانقلابيين بإيران، في حين نجد أنه يوجه طلباً صريحاً لإيران بالتدخل العسكري في اليمن.

كل المؤشرات الأخيرة تؤكد عمق الخلافات بين صالح والحوثي بدءا من منحه الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لتعرية زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي، وفضحها أمام المواطن اليمني، وصولا إلى خطابه الأخير الذي حمّل الحوثي فيه أزمة الرواتب وكارثة انتشار الأوبئة، ولكن يجب ألا تكون تلك الخلافات فقط وراء تلويحته الخجولة بيد السلم، ولابد من خطوات سريعة وواضحة تنحاز إلى السلام وتساعد في إعادة الاستقرار والأمان للمواطن اليمني.