إحدى رحلات السفاري في شرم الشيخ.
إحدى رحلات السفاري في شرم الشيخ.
-A +A
إبراهيم عقيلي (جدة)
iageely@)

استطاعت شرم الشيخ أن تكون الوجهة الأقرب لهواة السياحة البحرية، وخصوصا لهواة الرياضات البحرية والذين كانوا يشقون آلاف الأميال للوصول إلى الشواطئ البحرية.


ولكشف مزايا المدينة الساحلية والوقوف على سلبياتها، وخصوصا للسائح السعودي، منحت وزارة السياحة المصرية دعوة لعدد من المهتمين بالإعلام السياحي في المملكة، وعبر مصر للطيران كانت رحلتهم والتي انطلقت من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وفي غضون الساعة هبطت الطائرة في مطار شرم الشيخ، لنتجه نحو الفنادق الممتدة على شاطئ البحر، ومن أمام شارع «السوهو سكوير» كانت إقامة الفريق الإعلامي، واعتبرت هي المنطقة الأسهل في السكن، وخصوصا للعائلات الخليجية، إذ تنتشر المقاهي والمطاعم المتنوعة، وتتوافر منطقة التكاسي التي تقلك إلى نواحٍ متعددة في المدينة.

اليوم الأول خصص لاكتشاف المنطقة المحيطة بالفندق، وخصوصا الشواطئ، إذ تتوافر عدد من الأنشطة البحرية، ومنها «البوت الشراعي» والدبابات البحرية، ورياضات متنوعة، وما يميز شرم الشيخ عن باقي المدن الساحلية، هي رخص الأنشطة البحرية، فتجربة الغوص في الشرم، لا تتجاوز الـ 200 جنيه مصري، وهي الرياضة الأغلى بالنسبة لباقي الرياضات. ولكن ينصح عدد من خبراء السياحة العربية، التفاوض في السعر قبل الموافقة، فدائما ما يبالغ أصحاب الأنشطة الرياضية في عرض الأسعار وخصوصا للسائح الخليجي.

قضى قروب الإعلام والذي يضم كلا من ماجد المفضلي من صحيفة مكة، مجدولين سامي من التلفزيون السعودي، وسعد زهير مقدم برامج في التلفزيون السعودي، ورنا عبدالله من قناة الإخبارية، وعددا من المهتمين بالإعلام السياحي، ليلتهم الأولى في شاطئ الشرم، والذي بالإمكان تخصيصه لرؤية المنظر الخلاب للبحر وأمواجه.

رحلة الغوص

في التاسعة صباحا من اليوم الأول، كانت السيارات جاهزة لنقلنا إلى مرسى اليخوت، إذ سننطلق من هناك إلى وسط البحر، لقضاء يوم كامل في عرض البحر، عبر أحد اليخوت المجهزة بكل أدوات الرحلة، من أكل وشرب وألعاب بحرية، وخلال ساعة، بدأنا نبحر نحو محمية رأس محمد، وفي منطقة مجهزة بدأت أنشطتنا والتي تنوعت ما بين الغوص برفقة مدرب متخصص، والسباحة المائية.

فى مارينا اليخوت بخليج نعمة، التقينا محمود، ويعمل مرشدا سياحيا، إذ أكد لـ «عكاظ»، أن هناك أربعة أماكن فى شرم الشيخ يستطيع من خلالها السائحون ممارسة الرياضات المائية المختلفة، بطاقة تصل إلى نحو 350 يختا سياحيا مجهزا بالمعدات والأجهزة، وفقا لمعايير السلامة، لضمان الحفاظ على أرواح السائحين، إذ يتحرك يوميا نحو 120 يختا، مشيرا إلى أن السائحين من مختلف الجنسيات، يقبلون على الذهاب فى رحلات بحرية لمحمية رأس محمد.

قال لنا محمد علي ويعمل على إحدى البواخر، إن سياحة اليخوت تعد نوعا من أبرز وأهم البرامج السياحية التى يقبل عليها السائحون فى منطقة خليج نعمة، مؤكدا أن شرم الشيخ يعد مركزا مهما لسياحة اليخوت عالميا، إذ يجوب المنطقة أكثر من 35 ألف يخت سنويا.

رحلة بدوية

في التاسعة صباحا من اليوم التالي تم جمع «القروب»، وبعد أخذ التعليمات الخاصة بالسلامة، انتقلنا إلى منطقة تجمع، ارتدينا فيها لباس العمامة المرقطة بالأسود لتفادي الأتربة المتصاعدة من الدبابات، في رحلة تستغرق 7 ساعات تقريبا، وكانت تكلفتها 250 جنيها للشخص الواحد، تشمل وجبة عشاء بدوية، وحضور برنامج فلكلوري.

قيم الزملاء الاعلاميون الرحلة، إذ منحها الأغلبية 8 درجات من عشرة، والمتعة التي تتيحها لك هي التعرف على عادات بدو سيناء، وطريقة حياتهم، إضافة إلى تجربة قيادة الدراجات النارية، والمرور بين كثبان من الرمل.

ولكن رصد الجميع عدد من الملاحظات السلبية في الرحلة، وهي نوعية الطعام المقدم في نهاية الرحلة، فقد لا ينصح المشاركون في الرحلة بتناوله، ويفضل الجميع أن تؤجل وجبة العشاء إلى حين عودتك إلى الفندق، وهذا ما قام به مجموعة من الأعضاء. والأمر الآخر التوقف غير المبرر من الشركة المنظمة لمشاهدة مناظر قد تكون مكررة في الرحلة، وغلاء سعرها بالنسبة لعائلة مكونة من 7 أفراد، فالمبلغ قد يكون كبيرا لرب الأسرة.

خليج نعمة

مرت الخمسة أيام سريعة، في أماكن متنوعة، ولكن استحوذ خليج نعمة على متعة السياح فهو المكان الأشهر فى شرم الشيخ، وقبلة زوار المدينة الساحرة، المكان يملأه السياح من كل جنسيات العالم، وعلى طول الشارع هناك العديد من الأشياء الجديدة التى يمكن أن تخوض تجربتها، ومن أهمها «الكافيهات»، فعلى طول خليج نعمة تستقر العديد منها، ذات الأشكال المختلفة المصممة على الطراز البدوي والجلسات العربية، وهو المكان الذي قد ترى فيه نجما عالميا أو مسؤولا عربيا، فهو المكان الأكثر اكتظاظا من غيره، فهو متاح للسياح إلى الفجر. فيه تدليك الأسماك، وراسمو الحناء، والرسامون التشكيليون، ومحلات مخصصة للتسوق، ومكان لحجز الرحلات بكل أنواعها.

وهو أحد الأماكن التي قد يحتاج السائح لزيارتها يوميا، وقضاء أمسياته المسائية في ربوعه، لذلك يحتاج لأن تنتقل إليه عبر «تاكسي» يومي، ومن منطقة الفنادق على البحر حيث الإقامة بجوار «سوهو سكوير»، وإلى شارع خليج نعمة، لا يكلفك سوى 15 جنيها، وقد تجد الكثير من التكاسي تبالغ في السعر، ولك أن تفرض عليهم، احتساب الأجرة عبر «العداد الإلكتروني»، وهو نظام فرضته وزارة السياحة المصرية على سيارات الأجرة، وهي المخرج الوحيد لتوفير مبلغ المواصلات.