لا يمكن وصف نتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمملكة السبت والأحد بأقل من أنها ناجحة، بل وضعت حجر الأساس لرؤية إستراتيجية مشتركة وقعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وترمب في الرياض، لإرساء شراكة إستراتيجية للقرن الـ21. وفضلاً عما أسفرت عنه الزيارة من صفقات بمليارات الدولارات، واتفاقات تسلح؛ فقد كشفت للعالم كله أن البلدين المتحالفين منذ أكثر من 70 عاماً لديهما وجهات نظر متطابقة إزاء أكبر خطر يهدد المنطقة وأمن العالم، وهو الخطر المتمثل في إيران التي وصفها الملك سلمان محقاً بأنها رأس حربة الإرهاب العالمي. وأظهرت الزيارة للعالم قاطبة أن إدارة ترمب تريد عالماً يسوده الأمن، والعدل، والتنمية، ولا مكان فيه للمتطرفين، ومثيري الفتن الطائفية، وإذا ما تحقق ذلك فلن تعكف الأمم والشعوب على شيء سوى تبادل المنافع، وتحقيق المصالح. وقد كان الحديث عن خطورة إيران مهماً، لأن العالم يسعى لتشجيع حوار بين الأديان والثقافات، فيما تسعى إيران للهيمنة، وغرس الفتن والطائفية. ولا شك بأن تهديدها لأمن الملاحة التجارية في الممرات المائية الحيوية في المنطقة يهدد سلامة إمدادات النفط، وهي عصب الحياة في العالم النامي والمتقدم. وقد نجحت القمة العربية الإسلامية - الأمريكية التي حشدت لها الرياض 55 ملكاً وأميراً ورئيساً في إيجاد نواة مستدامة لكبح التطرف، والإرهاب، والتصدي لأي تدخلات إيرانية في شؤون دول المنطقة.