florest66@
عندما تنصت لمطالبات أهالي محافظة ميسان، تشعر أن الخدمات جميعها خارج الخدمة، وأن المحافظة تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية كالخدمات المصرفية والعلاجية والضمان الاجتماعي، فلم يشفع لها القرب من مكة المكرمة، التي تبعد عنها 195 كلم، ولا حتى انضمامها للحدود الإدارية لمنطقة مكة المكرمة، لذلك عانت المحافظة من هجرة السكان للمدن الكبرى كالطائف وجدة ومكة المكرمة كثيرا، وخفت تلك المشكلة بعد أن تمت ترقيتها من فئة «ب» إلى محافظة، ولكن الأمل في أن تكتمل زهرة الخدمات في محافظة الجمال.
أكد السكان أن محافظ ميسان عبدالله بن حسن الفيفي له بصمته، فقد رصد في جولته السابقة خدمات المراكز التابعة للمحافظة، وساهمت الجولة في إعادة الكثير من المتطلبات المفقودة، ولكن ظاهرة الهجرة بقيت تهدد المكان، وخصوصا المراكز التابعة لميسان، ومنها مركز بني سعد، ويرون أن إيقاف تلك الهجرة لا يكون إلا بترقية المركز إلى محافظة، لتشفع لهم بدخول الخدمات وفي مقدمتها الهلال الأحمر، والبنوك، والضمان الاجتماعي، والمياه.
«المسافة» تحجب الهلال الأحمر
الحادثة المرورية التي تعرضت لها عائلة في مركز السحن، وراح ضحيتها رجل وزوجته وابنهما، وأصيب أطفالهما الآخرون، هو «سيناريو» ضمن عدد من المشاهد المؤلمة التي تعيشها المحافظة، فالطريق السياحي هو مسرح للحوادث، ورغم تلك المشاهد المؤلمة إلا أن الهلال الأحمر يغيب عن الساحة، وتقوم سيارات المواطنين بالمهمة، لعدم توافر مركز في «بني سعد» طوال 25 عاما، متعذرا (الهلال الأحمر) بعدم توافر موقع مناسب للمركز، وأخرى بسبب المسافة؛ إذ يقول إن 30 كيلومترا ليس مجدية لإقامته، دون الأخذ بالاعتبار التضاريس والطرق الوعرة، والكثافة السكانية؛ فتجاهلت هيئة الهلال الأحمر كل الأسباب، واعتمدت على قياس المسافة إلى السحن ببني سعد، بينما تجاهلت المواقع الأخرى التي تبعد عن الطائف 55 كيلومترا، وعن ميسان 45 كيلومترا. وخلاصة هذه المطالب قدمها السكان لهيئة الهلال الأحمر باختصار، فهم يرون ضرورة إنشاء مراكز في «الذبانية، المهظم» لمباشرة الحوادث دون تأخير، بعد أن أصبح الطريق السياحي يهدد حياتهم.
ويؤكد محمد النفيعي أن الهلال الأحمر لا يزال غائبا رغم ما يشهده الطريق من حوادث ورغم الكثافة السكانية، والأعذار دائما ما تتغير، فيما قدم الأهالي «شقة مؤثثة» لاعتماد مركز عليها يخدم السكان، وذهب الطلب إلى الوزارة ولكن حبسته الأدراج.
عبدالله الحارثي مدير إدارة الهلال الأحمر في محافظة ميسان، أكد أنه تم اعتماد مركز في بني مالك هذا العام، وفي انتظار اعتماد مركز بني سعد، إذ سبق أن تبرع الأهالي بأرض في السحن سرعان ما استولت عليها البلدية بوضع عمارة سكنية بها، دون معرفة الأسباب.
«الصحة» تعاني
لا ينكر سكان «ميسان» أن جولات مدير الشؤون الصحية في الطائف الصيدلي صالح بن سعد المؤنس على مستشفيات الطرقية في بني سعد وميسان وبني مالك، ساهمت في الارتقاء بالخدمات، وتوفير بعض الأجهزة، ولكن المعاناة أكبر من ذلك، فالحاجة ما زالت مستمرة لمراجعة مستشفيات الطائف وتكبد معاناة السفر، فمستشفى السحن ببني سعد لا يزال ينتظر جهاز الغسل الكلوي ليوقف رحلة المرضى الى الطائف، وكذلك معاناة عدم توافر الأشعة المقطعية التي تجبر السكان على السفر، وحاجتهم لتدعيم العلاج الطبيعي. والأبرز في مطالبهم رفع المستشفى إلى 100 سرير ليخدم المنطقة، كونها تقع على طريق سياحي حيوي يشهد آلاف المسافرين في جميع المواسم.
حلم الكليات
مشهد حافلات نقل الطالبات والمعلمات على الطريق السياحي يكشف حاجة المحافظة لكليات للبنين والبنات، لعودة الهجرة العكسية إلى القرى، ولحماية الطالبات من خطر الحوادث لقطعهن أكثر من 250 كيلومترا يوميا من أجل طلب العلم، وهذا ما أشار إليه محمد الربيعي وعلي النفيعي، فطالبات قرى بني سعد وميسان وبني مالك وثقيف، يذهبن بشكل يومي إلى جامعة الطائف، ما يستوجب عليهن قطع مسافات كبيرة، «وما زلنا نطالب بسرعة توفير فروع للكليات في محافظة ميسان حتى يستطيع الطلاب والطالبات البقاء في قراهم وإيقاف هذه الهجرة». تلك المطالب رغم كثرتها وتكرارها إلا أنها دون استجابة، فجامعة الطائف ووزارة التعليم تعدان ولكن دون تحقيق تلك الوعود، رغم الجولات التي قامت بها قيادات تعليمية للوقوف على المنطقة.
غياب الإسكان
الموقع الذي سلمته بلدية السحن ببني سعد لوزارة الإسكان ووضعت عليه لوحتها، لا يزال دون اهتمام، ولم تكلف نفسها الوزارة بالوقوف على الموقع، إذ يؤكد محمد الثبيتي أن العديد من الأسر والعائلات يتطلعون للبدء في تنفيذ مشروع الاسكان، لعلهم يستفيدون منه، بالرغم من خيبة الأمل التي اعترتهم، إذ إن الموقع لا يتناسب مع التوزيع السكاني لهم، فالبعض يرى أن من الصعوبة الانتقال من قريته الأصلية لمنطقة أخرى، ومع ذلك لا يزال الموقع المخصص للإسكان دون تخطيط، بل مجرد صخور على الطريق السياحي.
«عبّارة» تحتجز 1000 قرية.. و«الطرق» صامتة
مشهد الغرق الذي تتعرض له قرى الطريق السياحي منذ خمس سنوات، هو نفسه المشهد الذي تكرر هذا العام وتحديدا الأسبوع الماضي، فقد غرقت قرى بني سعد ومركز السر، الأمر الذي أدى إلى احتجاز السكان في مدخل بني سعد، وفاقمت المشكلة العبّارة التي أدت إلى تجمع المياه، تلك العبارة التي صدرت توجيهات قبل خمس سنوات لإدارة الطرق باستكمالها لتنهي الخطر الذي يتعرض له السكان وسالكو الطريق، لكن التجاهل كان هو المتحكم، فقد تعذرت «الطرق» بوجود مشروع آخر للمياه بالرغم من الانتهاء منه، فتنصل إدارة الطرق من المسؤولية يبقي الوضع كما هو عليه، ليتكرر المشهد مرة أخرى من السيول التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، ما عزلهم عن قراهم لوقت طويل، وأجبر البعض على الاتجاه لطريق الجنوب وقطع المسافات للوصول لأسرهم.
وهذه ليست المعاناة الوحيدة مع «الطرق»، بل يشكو الأهالي من ضيق الطريق مطالبين بازدواجيته منذ ربع قرن، ولكن دون فائدة.
واعتبر جميل الشهيب، وضيف الله المنجومي، أن المطالبات بازدواجية الطريق السياحي، مضى عليها ربع قرن، ورغم ذلك لم تشفع لسكان قرى الطريق السياحي «الطائف، بني سعد، ميسان، الباحة» بتنفيذ المشروع الذي ما زال يتربص ويحصد سالكيه، لكثرة السيارات ومرتادي الطريق من السياح والسكان، مؤكدين أن هذه النداءات لم تجد الآذان الصاغية من مسؤولي وزارة النقل، ويتطلعان لسرعة حلها. وقال عواض الربيعي: «ازدواجية الطريق السياحي مطلب مهم لخدمة القرى، التي تتجاوز ألف قرية، كذلك الاهتمام بالمناطق الجبلية التي تحيط بالطريق من تساقط الصخور والتي تتمركز في (الخوقاء، المهظم، الحدباء، السياييل، ميسان، حتى قرى بني مالك، وثقيف)، إذ تشكل تلك الصخور خطرا وقت هطول الأمطار، وسبق أن تعرض الطريق للإغلاق بسبب تساقطها دون حماية لها».
عندما تنصت لمطالبات أهالي محافظة ميسان، تشعر أن الخدمات جميعها خارج الخدمة، وأن المحافظة تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية كالخدمات المصرفية والعلاجية والضمان الاجتماعي، فلم يشفع لها القرب من مكة المكرمة، التي تبعد عنها 195 كلم، ولا حتى انضمامها للحدود الإدارية لمنطقة مكة المكرمة، لذلك عانت المحافظة من هجرة السكان للمدن الكبرى كالطائف وجدة ومكة المكرمة كثيرا، وخفت تلك المشكلة بعد أن تمت ترقيتها من فئة «ب» إلى محافظة، ولكن الأمل في أن تكتمل زهرة الخدمات في محافظة الجمال.
أكد السكان أن محافظ ميسان عبدالله بن حسن الفيفي له بصمته، فقد رصد في جولته السابقة خدمات المراكز التابعة للمحافظة، وساهمت الجولة في إعادة الكثير من المتطلبات المفقودة، ولكن ظاهرة الهجرة بقيت تهدد المكان، وخصوصا المراكز التابعة لميسان، ومنها مركز بني سعد، ويرون أن إيقاف تلك الهجرة لا يكون إلا بترقية المركز إلى محافظة، لتشفع لهم بدخول الخدمات وفي مقدمتها الهلال الأحمر، والبنوك، والضمان الاجتماعي، والمياه.
«المسافة» تحجب الهلال الأحمر
الحادثة المرورية التي تعرضت لها عائلة في مركز السحن، وراح ضحيتها رجل وزوجته وابنهما، وأصيب أطفالهما الآخرون، هو «سيناريو» ضمن عدد من المشاهد المؤلمة التي تعيشها المحافظة، فالطريق السياحي هو مسرح للحوادث، ورغم تلك المشاهد المؤلمة إلا أن الهلال الأحمر يغيب عن الساحة، وتقوم سيارات المواطنين بالمهمة، لعدم توافر مركز في «بني سعد» طوال 25 عاما، متعذرا (الهلال الأحمر) بعدم توافر موقع مناسب للمركز، وأخرى بسبب المسافة؛ إذ يقول إن 30 كيلومترا ليس مجدية لإقامته، دون الأخذ بالاعتبار التضاريس والطرق الوعرة، والكثافة السكانية؛ فتجاهلت هيئة الهلال الأحمر كل الأسباب، واعتمدت على قياس المسافة إلى السحن ببني سعد، بينما تجاهلت المواقع الأخرى التي تبعد عن الطائف 55 كيلومترا، وعن ميسان 45 كيلومترا. وخلاصة هذه المطالب قدمها السكان لهيئة الهلال الأحمر باختصار، فهم يرون ضرورة إنشاء مراكز في «الذبانية، المهظم» لمباشرة الحوادث دون تأخير، بعد أن أصبح الطريق السياحي يهدد حياتهم.
ويؤكد محمد النفيعي أن الهلال الأحمر لا يزال غائبا رغم ما يشهده الطريق من حوادث ورغم الكثافة السكانية، والأعذار دائما ما تتغير، فيما قدم الأهالي «شقة مؤثثة» لاعتماد مركز عليها يخدم السكان، وذهب الطلب إلى الوزارة ولكن حبسته الأدراج.
عبدالله الحارثي مدير إدارة الهلال الأحمر في محافظة ميسان، أكد أنه تم اعتماد مركز في بني مالك هذا العام، وفي انتظار اعتماد مركز بني سعد، إذ سبق أن تبرع الأهالي بأرض في السحن سرعان ما استولت عليها البلدية بوضع عمارة سكنية بها، دون معرفة الأسباب.
«الصحة» تعاني
لا ينكر سكان «ميسان» أن جولات مدير الشؤون الصحية في الطائف الصيدلي صالح بن سعد المؤنس على مستشفيات الطرقية في بني سعد وميسان وبني مالك، ساهمت في الارتقاء بالخدمات، وتوفير بعض الأجهزة، ولكن المعاناة أكبر من ذلك، فالحاجة ما زالت مستمرة لمراجعة مستشفيات الطائف وتكبد معاناة السفر، فمستشفى السحن ببني سعد لا يزال ينتظر جهاز الغسل الكلوي ليوقف رحلة المرضى الى الطائف، وكذلك معاناة عدم توافر الأشعة المقطعية التي تجبر السكان على السفر، وحاجتهم لتدعيم العلاج الطبيعي. والأبرز في مطالبهم رفع المستشفى إلى 100 سرير ليخدم المنطقة، كونها تقع على طريق سياحي حيوي يشهد آلاف المسافرين في جميع المواسم.
حلم الكليات
مشهد حافلات نقل الطالبات والمعلمات على الطريق السياحي يكشف حاجة المحافظة لكليات للبنين والبنات، لعودة الهجرة العكسية إلى القرى، ولحماية الطالبات من خطر الحوادث لقطعهن أكثر من 250 كيلومترا يوميا من أجل طلب العلم، وهذا ما أشار إليه محمد الربيعي وعلي النفيعي، فطالبات قرى بني سعد وميسان وبني مالك وثقيف، يذهبن بشكل يومي إلى جامعة الطائف، ما يستوجب عليهن قطع مسافات كبيرة، «وما زلنا نطالب بسرعة توفير فروع للكليات في محافظة ميسان حتى يستطيع الطلاب والطالبات البقاء في قراهم وإيقاف هذه الهجرة». تلك المطالب رغم كثرتها وتكرارها إلا أنها دون استجابة، فجامعة الطائف ووزارة التعليم تعدان ولكن دون تحقيق تلك الوعود، رغم الجولات التي قامت بها قيادات تعليمية للوقوف على المنطقة.
غياب الإسكان
الموقع الذي سلمته بلدية السحن ببني سعد لوزارة الإسكان ووضعت عليه لوحتها، لا يزال دون اهتمام، ولم تكلف نفسها الوزارة بالوقوف على الموقع، إذ يؤكد محمد الثبيتي أن العديد من الأسر والعائلات يتطلعون للبدء في تنفيذ مشروع الاسكان، لعلهم يستفيدون منه، بالرغم من خيبة الأمل التي اعترتهم، إذ إن الموقع لا يتناسب مع التوزيع السكاني لهم، فالبعض يرى أن من الصعوبة الانتقال من قريته الأصلية لمنطقة أخرى، ومع ذلك لا يزال الموقع المخصص للإسكان دون تخطيط، بل مجرد صخور على الطريق السياحي.
«عبّارة» تحتجز 1000 قرية.. و«الطرق» صامتة
مشهد الغرق الذي تتعرض له قرى الطريق السياحي منذ خمس سنوات، هو نفسه المشهد الذي تكرر هذا العام وتحديدا الأسبوع الماضي، فقد غرقت قرى بني سعد ومركز السر، الأمر الذي أدى إلى احتجاز السكان في مدخل بني سعد، وفاقمت المشكلة العبّارة التي أدت إلى تجمع المياه، تلك العبارة التي صدرت توجيهات قبل خمس سنوات لإدارة الطرق باستكمالها لتنهي الخطر الذي يتعرض له السكان وسالكو الطريق، لكن التجاهل كان هو المتحكم، فقد تعذرت «الطرق» بوجود مشروع آخر للمياه بالرغم من الانتهاء منه، فتنصل إدارة الطرق من المسؤولية يبقي الوضع كما هو عليه، ليتكرر المشهد مرة أخرى من السيول التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، ما عزلهم عن قراهم لوقت طويل، وأجبر البعض على الاتجاه لطريق الجنوب وقطع المسافات للوصول لأسرهم.
وهذه ليست المعاناة الوحيدة مع «الطرق»، بل يشكو الأهالي من ضيق الطريق مطالبين بازدواجيته منذ ربع قرن، ولكن دون فائدة.
واعتبر جميل الشهيب، وضيف الله المنجومي، أن المطالبات بازدواجية الطريق السياحي، مضى عليها ربع قرن، ورغم ذلك لم تشفع لسكان قرى الطريق السياحي «الطائف، بني سعد، ميسان، الباحة» بتنفيذ المشروع الذي ما زال يتربص ويحصد سالكيه، لكثرة السيارات ومرتادي الطريق من السياح والسكان، مؤكدين أن هذه النداءات لم تجد الآذان الصاغية من مسؤولي وزارة النقل، ويتطلعان لسرعة حلها. وقال عواض الربيعي: «ازدواجية الطريق السياحي مطلب مهم لخدمة القرى، التي تتجاوز ألف قرية، كذلك الاهتمام بالمناطق الجبلية التي تحيط بالطريق من تساقط الصخور والتي تتمركز في (الخوقاء، المهظم، الحدباء، السياييل، ميسان، حتى قرى بني مالك، وثقيف)، إذ تشكل تلك الصخور خطرا وقت هطول الأمطار، وسبق أن تعرض الطريق للإغلاق بسبب تساقطها دون حماية لها».