رغم أن السعوديين والمصريين يبدأون غالبا صيام شهر رمضان في التوقيت ذاته كل عام، ويشتركون في عدد ساعات الصيام التي تصل إلى 15 ساعة هذه السنة، كما يتقاسمون الاهتمام بنوعية الطعام، والاستعداد للشهر، من حيث شراء «المقاضي» بكميات وافرة، ربما تزيد على الحاجة، لتكفي استهلاك 30 يوما، دون الحاجة إلى الخروج للأسواق، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة، والشعور بالإجهاد والعطش.. إلا أن لكلا الشعبين عاداته وطقوسه الخاصة والمختلفة، ويتجلى هذا الاختلاف بمجرد ظهور هلال الشهر الفضيل، بيد أن الاختلاف في «الطعام» لا يفسد للود قضية. فالمعروف عن السعوديين اهتمامهم بنوعية الطعام في السحور، باعتباره الوجبة التي تسبق صيام ما يقرب من ثلثي اليوم الرمضاني، فيتفننون في إعداد مائدة السحور التي لا تخلو من الأرز واللحوم على اختلاف أنواعها، عنصرا أساسيا ومهما، فيما يهتم المصريون بوجبة الإفطار ويعتبرونها الوجبة الرئيسية، فتجد مكونات مائدة السحور السعودية، مشابهة بشكل كبير لمائدة الفطور المصرية. بينما تجد مكونات السحور المصري هي نفس مكونات الفطور السعودي، ويرجع ذلك إلى أن المصريين يعتبرون أن نوعية السحور لابد أن تخلو من العناصر التي تزيد العطش، أو تؤثر سلبا على الجهد المبذول نهار رمضان نتيجة امتلاء المعدة، فيقتصر سحورهم على الفول وبعض الأجبان والألبان، علاوة على نوع من الخضروات الطازجة، في وقت يعتمد فيه السعوديون على هذه الأطعمة في فطورهم، مع تعديل بسيط، إذ تحل الشوربة والسمبوسة محل الخضروات. ويبدو أن كلا الشعبين يعمل بالمثل الياباني: عندما تدق ساعة الجوع لا طعام سيئا، فبمجرد أن ينطلق مدفع الإفطار، تجد كلا منهما منهمكا في ما تحتويه مائدة طعامه، ربما لاعتيادهما على نوعية الأكل منذ الصغر، فكل منهما مقتنع تماما بما يأكل في رمضان، ولكل منهما حجته، وقد يرجع ذلك إلى برمجة أجسامهم على هذه النوعية من الأطعمة خلال شهر رمضان. وفي وقت يستمتع فيه السعوديون والمصريون بإفطارهم وسحورهم، كل على طريقته، يظل الشيء المحيّر، أن السعودي حين يقضي رمضان في مصر، ينخرط سريعا في الطقوس المصرية، بكل سهولة، والعكس، إذ اعتاد المصريون المقيمون في المملكة، على نوعية الإفطار التي لا تخلو من السمبوسة والفول، ونوعية السحور التي لا تخلو من «دسم».