بينما كانت المملكة بثقلها الإسلامي والعربي والسياسي والاقتصادي تصنع زمنا عربيا وإسلاميا جديداً، تلتئم فيه الجراح وتخمد النيران وتتضح ملامح العلاقة بين العرب والمسلمين من جهة، والعالم من جهة أخرى، وبينما المملكة تدعم الشرعية في اليمن وتحاصر الفتنة في سورية، وتحاول أن تحارب الإرهاب في دول أخرى، وأيضا بينما المملكة تنافح عن السلام وتدحض التطرف والعنف، وتحارب ممولي أفكار الكراهية والإرهاب، والرياض لم تهدأ بعد القمم الثلاث وأصدائها وردود الفعل حولها وحضور الرئيس الأمريكي ومشاركته مع باقي زعماء وقادة الخليج والعرب والعالم الإسلامي، وولي ولي العهد يتجه صوب موسكو ويجري محادثات رفيعة المستوى أمنيا واقتصاديا مع قطب العالم الآخر روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وتأكيدا لذلك حينما المملكة تبذل وتقدم وتعمل كل هذا الجهد من أجل خير هذه الأمة وشعوبها وتدافع عن حقوقها، وتنافح عن مصالحها، نجد حكومة قطر تقف مع المنشقين وتدعم طرفا ضد آخر، وتدفع المليارات لبث أفكار مناوئة لأشقائها من الدول العربية، وتزرع الكراهية بين الحكومات والشعوب، وتتبنى أفكار المتطرفين المتدثرين بالإسلام حينا وبالقومية حينا آخر. فهل يمكن بعد كل هذا أن يحتمل الصمت والتجاهل. هل يقدر الصبر على الاحتمال بالتأكيد لا، ولذلك وصلت الحالة إلى مستوى الانفجار والتصدي، فإما أن تعود حكومة قطر إلى حضنها العربي وتقر بأخطائها وخطاياها، وإلا سوف تواجهها ردة الفعل التي لن تحتمل.