تشير الروايات إلى أن الرسول اغتسل من بئر طوى ما يضفي مكانة مهمة للبئر على الأفئدة.
تشير الروايات إلى أن الرسول اغتسل من بئر طوى ما يضفي مكانة مهمة للبئر على الأفئدة.
بئر طوى كما بدت أخيراً من الداخل. (تصوير: عمران محمد)
بئر طوى كما بدت أخيراً من الداخل. (تصوير: عمران محمد)
-A +A
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
salma0n@

لا تزال بئر «طوى» التي اغتسل بمائها المصطفى صلى الله عليه وسلم قبيل فتح مكة ممتلئة، وتقع البئر شمال المسجد الحرام بحي جرول الذي أزيل من منازله العشوائية ما يقارب الـ70% بأمر من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير مكة المكرمة.


وكان حي جرول من أشهر الأسواق المكية التي يقصدها أبناء مكة المكرمة والقرى المحيطة بها، واحتضن تُجار الجُمْلة، وباعَة البهارات والخضار والفواكه، وسوق العلف والحبوب، والحمام، وسوق الماشية ولم يتبق بها حاليا سوى جزء من هذه السوق بعد أن تم انتقالها إلى حي الكعكية إلا أن هناك من سكان جرول من مازال متمسكا بمتجره وخصوصا محلات بيع أطعمة حمام البيت، إذ يتجمع عليهم بعض الناس الذين يدفعون لهم مبالغ شهرية صدقة عنهم ويقومون بتوكيلهم لإطعام الحمام بها بشكل يومي. وأقيمت في جرول محطة لتبريد المسجد الحرام والتي يتم نقلها من خلال أنفاق شقت لهذا الغرض إذ أزيل عدد كبير من مساكن جرول لإقامة هذا المشروع المهم.

«عكاظ» وقفت على بئر طوى، تلك البئر التي اغتسل فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذ قامت هيئة السياحة بتسويرها أثناء عمليات الإزالة الأخيرة التي شهدها الحي إلا أنها تحتاج إلى عناية واهتمام نظرا لكثرة الحجاج الذين يقفون على هذه البئر الأثرية القديمة وقد قام عدد من الزائرين بتكسير السور للوصول إليها بعد أن تم تسويرها بالسياج. يقول أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس إن حي جرول من أقدم أحياء مكة المكرمة ويضم هذا الحي بئر طوى الأثرية والتي اغتسل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة فتح مكة المكرمة ووجه جيوش الفتح من هذا المكان وهذه البئر موجودة حتى اليوم، مشيرا إلى أن هذا الحي كان يشتهر بالبساتين وقد سمي بجرول لأن السيول تمر به وتجرف معها الحصى فسمي بذلك، وأضاف «فالحي كان يعرف سابقاً بحي طوى أو بئر طوى وهو وادٍ من أودية مكة، يسيل في سفوح جبل أذاخر والحجون من الغرب، وتفضي إليه كل من ثنية الحجون -كداء قديما- وثنية ريع الرسام -كدي- قديما. ويذهب حتى يصب في المسفلة عند قوز النكاسة -الرمضة قديما- من الجهة المقابلة»، ولا يفصل جرول اليوم عن ساحات الحرم المكي سوى أمتار قليلة، وأنّ 90% من مبانيه قديمة، والبقية عبارة عن أبراج سكنية بُنيَت أخيرا لمساكن الحجاج، وأنّ المشاريع التطويرية نسفت ما لا يقل عن 70% من الحيّ لصالح التوسعة التطويرية لساحات المسجد الحرم المكي. ويسهم المشروع في توفير الطاقة لتوسعة السّاحات الشمالية للحرم، والتي ستتم تغذيتها عبر هاتين المحطتين بمنظومة من شبكات التوليد، تزامناً مع توسعة خادم الحرمين الشريفين لساحات الحرم المكي الشمالية، وتطلب إزالة عقارات قدر عددها بـ(250) عقاراً في حي «جرول»، نُزعت ملكيتها لصالح محطة الخدمات المركزية.

وأقيم المشروع على مساحة 40 ألف متر تقريباً، ويتضمن المشروع محطات لتبريد أجهزة التكييف، ومحطة توليد الكهرباء للتوسعة الجديدة، وخزانات للوقود والماء، ومحطة عملاقة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى مواد صلبة يتم سحبها إلكترونياً، ويسهم ذلك في تسريع عمليات النظافة داخل الحرم المكي والساحات المحيطة به، خصوصاً في أوقات الذروة مثل أيام شهر رمضان المبارك وموسم الحج. كما يتضمن إنشاء نفقين أرضيين من أسفل حي «جرول»؛ لتمديد شبكات التبريد والكهرباء، ومسار خاص لسيارات الخدمة بهدف فصل حركة المشاة عن أعمال صيانة وتشغيل خدمات المسجد الحرام، إضافة إلى معالجة مياه الوضوء، وإعادة تدويرها من خلال حفظها داخل خزانات عملاقة تتحكم فيها مولدات ضخ عالية الدفع.