خالد السبيعي
خالد السبيعي
-A +A
حاوره: نادر العنزي (تبوك)
nade5522@

وصف المنشق عن جماعة «الإخوان» خالد السبيعي لـ«عكاظ» الجماعة المصنفة إرهابياً في السعودية بـ«المنافقين»، مؤكداً أنه لم يجد مواصفات للمنافقين أكثر من الإخوان المسلمين.


وأشار إلى تورط قطر في دعم الإخوان المسلمين على كافة الأصعدة؛ منها الإعلامية عبر قناة الجزيرة، مضيفاً «الإخوان إذا حدثوا كذبوا، إذا وعدوا أخلفوا، إذا أؤتمنوا خانوا، وإذا خاصموا فجروا، يظهرون مالا يبطنون».

وقال إن الجماعة تظهر الدين وتبطن المكيدة لمنهج السلف والبلاد. وكشف عن دفعه 5% من راتبه رسوماً شهرية للتنظيم عندما كان مخرطاً في نشاطاته المشبوهة، وفيما يلي نص الحوار مع السبيعي:

• حدثنا عن بداية انضمامك لجماعة الإخوان المسلمين؟

•• هناك انضمام عام لمعرفة مدى صلاحية الشخص بالتنظيم، وعمل اختبارات عدة له لمدة ثلاث سنوات، وبعد التمكن منه يدخلونه في حلقات منهجية وهكذا. أنا بدأت معهم في الأجواء العامة عام 1401، وكانت بداياتي عادية من خلال الرحلات والحلقات وغيرها، وفي عام 1407 انضممت للبرنامج الخاص بالإخوان، بعد أن دعوني وتمكنوا مني.

• ما السبب لانضمامك للتنظيم الإخواني؟

•• لم أكن أدري بداية أنه تنظيم، وأي شخص يدخله بالبداية يرى أنه مجموعة حلقات تحفيظ للقرآن الكريم وندوات علمية ودينية، وسيرة نبوية، وهي أساليب يتم الجذب بها خصوصاً الرحلات المجانية وهكذا.. ثم تبدأ مرحلة تغذية الأفكار بسقوط الخلافة، وأن الناس ضائعون والحكومات لم تتحرك لإعادة الخلافة ويذكرون السلبيات ويعملون على الشحن ضد العلماء والحكام، ويضربون على وتر فلسطين والمذابح بالدول الإسلامية، والأمة غائبة، وهذه لا تأتي إلا بعد التمكن من الشخص وربطه بالبرامج الخاصة بهم بعد ثلاث سنوات بالضبط، ومن أساليب جذبهم أيضاً «الفزعة» بالجامعات والوظائف ونحوها.

• إذن كيف دخلت معهم ووثقوا فيك؟

•• لأنني كنت متحمسا وتلقيت دعوة، وهناك أشخاص لا يتمكنون منهم ولا يدخلون التنظيم إذا رأوا أنهم غير متحمسين.

• وما هي التعليمات الخاصة بهم والتي قمت بتنفيذها؟

•• كلفوني بمهمات تبليغ وتجميع الشباب، وأنجزتها وكنت مسؤولاً وقائداً ولدي نجاحات كبيرة، وجمعت طلابا في مكتبات المساجد، وكان أدائي ممتازا.

• ما هي الكتب التي كنتم تطلعون عليها؟

•• يبدأون بالتفسير والسيرة للخدعة، وبعد الوصول للمراحل المتقدمة، يتحدثون عن كتب الإخوان مثل كتاب فتحي يكن، تفسير سيد قطب «في الظلال»، وكتب القرضاوي وأشرطته.

• ما العلاقة بين جماعة الإخوان والسروريين؟

•• الإخوان جماعة أسست عام 1924 وهي العباءة التي خرجت منها جميع التنظيمات، أما السروريون فهم نشأوا حديثاً على يد محمد سرور زين العابدين وهو سوري، وينافس الإخوان.

تنظيم فوضوي

•لما يبتهج الإخوان عندما تتعرض المملكة لأي عمل إرهابي؟

•• هم يفرحون بأي هزة أمنية سواء داخلية أو خارجية، وفي حرب الخليج خرج عدد منهم ضد المفتي السابق للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وشتموه واستنكروا دخول أمريكا في حرب الخليج، وعندما تحصل أي مشكلة بالسعودية يفرح الإخوان؛ لأن تنظيمهم لا يعيش إلا بالفوضى، يريد أن يشغل الدولة لكي يتمكن ويتقدم، لكي لا يتم الالتفات لهم.

• متى بدأت بالصحوة، وعرفت أنه تنظيم إرهابي خبيث؟

•• عام 1419، لأنني رأيت في داخل تنظيمهم تهجما على العلماء والمشايخ مثل ابن عثيمين وابن باز، لا يرون إلا القرضاوي، ورأيت لديهم نهجا كوارثيا داخل الجمعيات من كره لمؤسس الدولة، كذلك كنت أرى تجاوزات أخلاقية مع بعض الطلاب، وضبطنا منهم متورطين في علاقات أخلاقية، وهم يتكتمون على ذلك ولا يريدونه يظهر للخارج، كي لا يتم منع الأبناء، وكذلك عشقهم لإخوان مصر وولاؤهم لهم، ولا يحبون الوطنيين، كذلك رأيت منهم ضعفاً في العبادات، فمثلاً يؤذن المؤذن وتقام الصلاة وهم مازالوا يتناقشون في التنظيم، وهم عملاء للتنظيم الدولي للانقلاب على الدولة وإسقاطها.. وكان ذلك واضحا جليا في الربيع العربي، حينما صرحوا بذلك وكان إخوان السعودية يحرضون الناس في هذا المسار.

يطالبونني بالعودة للتنظيم

•بعد خروجك من التنظيم، هل تلقيت تهديدات منهم؟

•• تلقيت رجاء قويا من أشخاص متنفذين ألا أخرج، وطلبوا مني أن أعود خشية أن أعمل جماعة مستقلة عنهم، وأنا رفضت وطلبت منهم مهلة ستة أشهر للراحة، أصبح لدي ضغط، وكان هناك تهديد بالمضايقات وتشويه السمعة، كي لا أخرج أسرارهم، وأنا لي 15 سنة لوحدي وأنا في معارك، وكنت ضعيفا، حيث إن المؤسسات الرسمية لم تكن تعي خطورتهم وخبثهم، أما الآن هناك فرق كبير فقد انكشفوا أمام الملأ، وما زلوا حتى اليوم يرسلون لي دعاة وأقارب لي كي أتوقف عن الحديث عنهم.

• حدثنا عن اجتماعاتكم الدورية عندما كنت في تلك الجماعة ؟

•• هناك اجتماع يومي وهو العام من خلال الأنشطة العامة في مكتبات المساجد، والحلقات، وتجميع الطلاب للعب الكرة وتعليمهم القرآن الكريم وفي المدارس أيضاً، وهناك نشاط أسبوعي بحيث يكون كل يوم سبت لقاء مجموعات العمل في التنظيم، ومعرفة ما حدث للطلاب، ونأخذ التوجيهات من القيادة وهي تسمى مجموعات نشاط العمل التي يقوم عليها جهاز التنظيم، وتحت المناصرين، وهناك النشاط الأهم وهي اللبنة التنظيمية وهي الأسرة التي يجتمع فيها المسؤول ويسمى «نقيب» وأنا كنت نقيباً، وهي تعطى للقدامى، فكل يوم ثلاثاء يتم الاجتماع بعد العشاء وتأتي التوجيهات العامة من التنظيم الدولي من مصر من خلال مرشد الإخوان ومن محمد بديع المسجون حالياً، بحيث نلتقي بشخص أعلى منا ونأخذ التوجيهات، وتكون لهم هناك تجمعات على مستوى المناطق، حتى إنه قيل لنا إن مسؤول التنظيم ووالي السعودية في المدينة المنورة لأن في كل دولة واليا.

رسوم شهرية للتنظيم

• من أين يأتي الدعم المادي للتنظيم؟

•• نحن نشترك في التنظيم بدفع رسوم شهرية، من خلال الاستقطاع من رواتبنا، ومن لا يدفع يعاقب ويعاتب، فمسؤول الصندوق يطالبنا بدفع 5% من رواتبنا، وكذلك التجار يدفعون، وهناك تمويل من الجمعيات، وتمويل يأتي من الندوات والمحاضرات، وجمعيات التحفيظ، والأوقاف الخيرية معظمها تتبع التنظيمات.

وكذلك التجار الكبار أوقافهم تدعم التنظيم، ربما التاجر لا يدري لكن يكونوا مخترقين، وأنا أؤكد وعلى مسؤوليتي أن معظم من يتحكم بالإدارة المالية للتجار من الإخوان والسروريين، وأذكر أن أحد التجار الكبار في المملكة أتاني المسؤول لديه ودعمنا بمليون ريال، بعضهم لا يدري أن هناك تنظيما للأسف والقليل منهم يدري.

• ما مدى انتشار جماعة الإخوان بين الأئمة والخطباء في وقتنا الحاضر؟

•• الجماعة حاضرة بشكل أو بآخر، وهم متواجدون في بعض المنابر، وأنا أعرف ثلاثة مساجد حالياً يؤمها أشخاص كانوا معي بالتنظيم، باختصار مساجدنا مخترقة.

• ما مدى خطورة الإخوان؟

•• هم خطيرون جداً، لم أجد مواصفات للمنافقين أكثر من الإخوان، «إذا حدثوا كذبوا، إذا وعدوا أخلفوا، إذا أؤتمنوا خانوا، وإذا خاصموا فجروا، يظهرون ما لا يبطنون».. يظهرون الدين ويبطنون المكيدة لمنهج السلف والبلاد.

• وماذا عن تواجد جماعة الإخوان بدولة قطر؟

•• الإخوان ابتلعوا دولة قطر وأدخلوها التنظيم ولن تترك قطر التنظيم لأنه يعطيها قوة في ظل أنها دولة ضعيفة مقابل السعودية، وقطر الآن تدعم التنظيم إعلامياً وعلى رأسها قناة الجزيرة.

• كيف لأي شخص أن يعرف الإخواني؟

•• الصورة الآن واضحة بعد تصنيفهم ضمن التنظيمات الإرهابية، فأي شخص يمجدهم ولا يعترف أنهم إرهابيون فهو منهم، حتى لو لم يكن مع تنظيمهم لكنه يبقى خادما لهم.

•ماذا يجب عمله لتجنب هذا التنظيم؟

•• أولاً يجب توعية الناس بحقيقة التنظيم، وكشف أسمائهم وأساليبهم، والنصيحة على الملأ، وكذلك يجب تطبيق القانون بحقهم أو من يناصرهم.

• رسالتك لهذا التنظيم والسروريين؟

ــ السروريون بالذات من صفاتهم أنهم لا يعتبرون، وهو غباء فيهم، وأقول لهم الوضع اليوم ليس مثل أمس والحياة اختلفت وأنتم انكشفتم والتنظيم حاليا إرهابي، وأنتم في خطر عظيم، إما أن تتركوا الخلايا وإلا الشعب السعودي سيكشفكم، أنا كراصد لحالهم أرى أنهم والسروريين يحتضرون.