-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_ARobai@

ظهرت وجوه مذيعي ومذيعات قناة الجزيرة بصورة مغايرة عمّا اعتاد عليه المشاهد، إذ لم تنجح الأصباغ في محو آثار ردة الفعل على قرارات دول عدة قطع علاقاتها بالدوحة مقر القناة، فالتوتر بادٍ على محيا الجميع، واللعثمة في إطلاق التوصيفات والمصطلحات سمة بارزة طيلة النشرات.


ولم يعد خافياً ما جنته قناة الجزيرة على قطر من ويلات وما أوقعتها فيه من حرج مع الأشقاء والأصدقاء ما وضع الكثير من الأسئلة والاستفهامات عن دور القناة وغاياتها، إذ يؤكد المتخصص في الإعلام الدكتور محمد الحربي لـ«عكاظ» أن قناة الجزيرة لعبت دوراً مشبوهاً في المشهد السياسي العربي، ما أكد للجميع أنها موجهة وتعمل لحساب جهات خارجية تسعى إلى تفكيك المنطقة ونشر الفوضى في كل مفاصلها.

وأشار الحربي إلى أن الجزيرة القناة القطرية لم تكتف بإسقاط أنظمة عبر تبنيها ما عرف بالربيع العربي، بل حرصت على إفشال دول بأكملها والزج بها في أتون حروب أهلية وطائفية محصلتها النهائية تقسيمها إلى دويلات ضعيفة غير قادرة على حماية نفسها، تدين بالتبعية لدول أخرى تديرها وتستثمر مقدراتها وتستنزفها مستقبلا. وأوضح الحربي أن قناة الجزيرة مارست دورها المشبوه منذ انطلاقتها الأولى في نوفمبر 1996، إذ كانت تعمل منذ البداية بأسلوب غير حيادي وموجه بشكل واضح ويتنافى مع حيادية الإعلام، لافتاً إلى أن دور القناة تعاظم بعد أحداث 11 سبتمبر، وتحولت برامجها الحوارية إلى ساحات للردح السياسي المؤدلج والموجه نحو زعزعة استقرار المنطقة ونشر الخلاف وتوسيع دائرته بأسلوب مهني رخيص يستقطب ضيوفا مهيئين لبيع أوطانهم وأخلاقهم وقيمهم مقابل حفنة من الدولارات، وأضاف الحربي أن التوجه المكشوف لتسييس الشارع العربي في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي سورية، بدأ مع ثورة الياسمين التونسية.