-A +A
علي الرباعي (الباحة)، «عكاظ» ( جدة )
OKAZ_online@

لم يتورع يوسف القرضاوي ويلتزم الصمت كأفضل رد فعل على إدراجه ضمن قوائم الإرهاب، ولم يبادر إلى ما يمكن تصنيفه عقلانية لإثبات استيعابه ما سيترتب على القرار من إجراءات، وفي أول رد فعل لرئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تشبيهه أمير قطر بالرسول، وحلفاءه بالصحابة، وإسقاط أحداث تاريخية للرسول والصحابة على أزمة قطر مع الدول العربية، وعدّ في مقالة له نشرت بالأمس على الموقع الرسمي لاتحاد علماء المسلمين ما يحدث لتميم بن حمد وأنصاره مماثلا لما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنف الدول المناهضة لسياسة قطر في خانة كفار قريش.


ويرى الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية هشام النجار أن القرضاوي أراد بمقالته بث رسائل للإخوان، زاعما بأنهم في ظل ما هم عليه من مطاردة وملاحقة بمثابة المهاجرين الفارين من أذى الكفار، متجاوزا حقيقة أن المسلمين الأوائل لم يكونوا إرهابيين، ولم يفجروا ويفخخوا السيارات، ولم يقتلوا الأبرياء، ولم يعرفوا شيئا عن الاغتيالات السياسية، إنما كانوا أصحاب دعوة وكانوا مضطهدين دينيا، لافتا إلى أن القرضاوي يريد أن يرفع معنويات حكام قطر وتركيا، إذ يشبه مواجهتهم وتحديهم للدول العربية والتحالف الدولي ضد الإرهاب وداعميه ومموليه بالرسول والصحابة والمسلمين الأوائل الذين كانوا قلة في مواجهة الكفار ورغم ذلك هزموهم بالمعجزات الإلهية في غزوة بدر والأحزاب، ووصفه بالغافل عن حقائق التاريخ كون القضية اليوم ليست مواجهة بين كفر وإسلام، فالكثير من دول التحالف ضد الإرهاب وداعميه مسلمة، إلا أن قضية الإرهاب سياسية ومواجهة بين دول تسعى للاستقرار وحفظ الأمن وحماية الشعوب من الممارسات الهمجية الدموية التي تقوم بها الميليشيات المدعومة من قطر وتركيا.