20_anas@
لم تكن العلاقة بين محمد صادق دياب ومحبوبته جدة بتلك التي يمكن وصفها بكلمات معدودة، بل تتجاوز أطر التصنيف، لتشكل علاقة استثنائية في كل تفاصيلها، دياب الذي كتب جدة وأزقتها وأهلها كما لم يكتبها أحد، كان أصدق من وصف المدينة الساحلية، في مؤلفاته المتعددة.
كان مسالماً حد التعجب، لا يؤذي أحداً، ولم يعرف أحد عنه إلا حباً، كان بسيطاً حد الثمالة، ولم يدع فرصة للمرض في أن يوقف رحلته مع القلم، إذ خرج بتراث أدبي وثقافي، يعتبر اليوم من أهم ما كتب عن منطقة الحجاز، «العمدة» محمد دياب الذي رحل وخفت معه عموده على صفحات الشرق الأوسط، كان دائم التفاؤل، وبهي النفس، والمنقب الأول عن الفرح في أحلك الظروف.
«أبو البنات» كما يحلو لرفاقه تسميته، نسبة لبناته الثلاث، أو «أبو غنوة» نسبة للابنة الكبرى، ما زال رحيله يلقي بظلاله على زوجته وأسرته، فالفراغ الذي خلّفه، لم يكن بسيطاً أن ينسى، إذ تقول زوجته السيدة خيرية بخاري لـ«عكاظ»: «كان رجلاً عظيماً، وحنوناً على عائلته وبناته».
وتستذكر أم غنوة رمضانه الأخير، حين لم يرضخ لطلباتها المتكررة في زيارة الطبيب ذلك الشهر، إذ لم تكن صحته في أفضل حال، لكنه كان يحافظ على صلواته في المسجد، ويحرص على مصاحبة أصدقائه كل يوم في البلد، قائلة: «كان بعد صلاة التراويح يقول لي أنا ذاهب مع الشباب، فكنت أمازحه هل مازلتم شباب، حتى بعد أيام كتب مقالة عن معايرة أم غنوة له بالشباب في صحيفة الشرق الأوسط».
لم يكن الفطور خارج المنزل خياراً لدى أبو غنوة، بحسب زوجته، التي تؤكد حرصه على الضيوف ولمة الناس في رمضان، على سفرة واحدة سواء في الفطور أو السحور.
فيما تستمر أم غنوة في القيام بعادة سنّها أبو غنوة، متمثلة في دعوة إخوانه وأبنائهم وزوجاتهم وعموم أهله للفطور في بيته أول يوم في رمضان، جعل من محمد صادق دياب «قدوة» للجيل الثاني في العائلة، ويحرص على فطور الأهل بصحبة بناته وأحفاده، الذين مازالوا في كل رمضان، يتزينون بثيابهم الجديدة، ويلتقطون صورا تذكارية مع صورته المعلقة في صالون المنزل.
الراحل دياب، كان كائناً ليليا بامتياز، يحب السهر، ويتفرغ للكتابة في مكتبه بعد السحور، وحيداً، كان يستيقظ باكراً أيام عمله، أما في سنواته الأخيرة لم يعد بذات النشاط الصباحي في رمضان، إلا أنه ظل يحرص على التجول بعد صلاة العصر بسيارته في طرقات جدة.
دياب الذي وصفه مشاري الذايدي في مقال بـ«الجميل»، اعتبره عاشقا لعبق الحارات والأزقة، إضافة إلى معرفته الدقيقة برواشين جدة القديمة، مؤكداً وأنت تقرأ كتابه عن جدة، تشعر بنسيم البحر وعبير الذكريات القديمة، وتلامس يدك، مع كلماته، سلاسل الميناء المنقوعة بملوحة البحر الكبير.
لم تكن العلاقة بين محمد صادق دياب ومحبوبته جدة بتلك التي يمكن وصفها بكلمات معدودة، بل تتجاوز أطر التصنيف، لتشكل علاقة استثنائية في كل تفاصيلها، دياب الذي كتب جدة وأزقتها وأهلها كما لم يكتبها أحد، كان أصدق من وصف المدينة الساحلية، في مؤلفاته المتعددة.
كان مسالماً حد التعجب، لا يؤذي أحداً، ولم يعرف أحد عنه إلا حباً، كان بسيطاً حد الثمالة، ولم يدع فرصة للمرض في أن يوقف رحلته مع القلم، إذ خرج بتراث أدبي وثقافي، يعتبر اليوم من أهم ما كتب عن منطقة الحجاز، «العمدة» محمد دياب الذي رحل وخفت معه عموده على صفحات الشرق الأوسط، كان دائم التفاؤل، وبهي النفس، والمنقب الأول عن الفرح في أحلك الظروف.
«أبو البنات» كما يحلو لرفاقه تسميته، نسبة لبناته الثلاث، أو «أبو غنوة» نسبة للابنة الكبرى، ما زال رحيله يلقي بظلاله على زوجته وأسرته، فالفراغ الذي خلّفه، لم يكن بسيطاً أن ينسى، إذ تقول زوجته السيدة خيرية بخاري لـ«عكاظ»: «كان رجلاً عظيماً، وحنوناً على عائلته وبناته».
وتستذكر أم غنوة رمضانه الأخير، حين لم يرضخ لطلباتها المتكررة في زيارة الطبيب ذلك الشهر، إذ لم تكن صحته في أفضل حال، لكنه كان يحافظ على صلواته في المسجد، ويحرص على مصاحبة أصدقائه كل يوم في البلد، قائلة: «كان بعد صلاة التراويح يقول لي أنا ذاهب مع الشباب، فكنت أمازحه هل مازلتم شباب، حتى بعد أيام كتب مقالة عن معايرة أم غنوة له بالشباب في صحيفة الشرق الأوسط».
لم يكن الفطور خارج المنزل خياراً لدى أبو غنوة، بحسب زوجته، التي تؤكد حرصه على الضيوف ولمة الناس في رمضان، على سفرة واحدة سواء في الفطور أو السحور.
فيما تستمر أم غنوة في القيام بعادة سنّها أبو غنوة، متمثلة في دعوة إخوانه وأبنائهم وزوجاتهم وعموم أهله للفطور في بيته أول يوم في رمضان، جعل من محمد صادق دياب «قدوة» للجيل الثاني في العائلة، ويحرص على فطور الأهل بصحبة بناته وأحفاده، الذين مازالوا في كل رمضان، يتزينون بثيابهم الجديدة، ويلتقطون صورا تذكارية مع صورته المعلقة في صالون المنزل.
الراحل دياب، كان كائناً ليليا بامتياز، يحب السهر، ويتفرغ للكتابة في مكتبه بعد السحور، وحيداً، كان يستيقظ باكراً أيام عمله، أما في سنواته الأخيرة لم يعد بذات النشاط الصباحي في رمضان، إلا أنه ظل يحرص على التجول بعد صلاة العصر بسيارته في طرقات جدة.
دياب الذي وصفه مشاري الذايدي في مقال بـ«الجميل»، اعتبره عاشقا لعبق الحارات والأزقة، إضافة إلى معرفته الدقيقة برواشين جدة القديمة، مؤكداً وأنت تقرأ كتابه عن جدة، تشعر بنسيم البحر وعبير الذكريات القديمة، وتلامس يدك، مع كلماته، سلاسل الميناء المنقوعة بملوحة البحر الكبير.