أحد الشخصيات الإبداعية الشابة التي فرضت احترامها على المشهد المحلي والعربي، إذ كتب القصة القصيرة، وحضر بقوة في الساحة الثقافية من خلال عمله نائبا لرئيس النادي الأدبي بحائل، بيد أنه فرض على نفسه عزلة اختيارية منذ نحو ثمانية أعوام.
القاص عبدالسلام الحميد، ما يفتأ يفخر بأن قراءاته الأولى كانت للراحل الدكتور غازي القصيبي، ويعترف بأنه يدين بالفضل لصديق يمني، أغواه وشجعه على قراءة الكتب الثقافية والروايات، خصوصا أنه انتظم مبكرا في مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل، ومكث بها 12 عاما، تخرج في 1413هـ حافظا للقرآن الكريم مرتين إحداهما بالقرءات السبع، ما أهله لإنابة والده في الإمامة خصوصا في صلاة الترويح، إلا أن المصلين لم يقبلوا أن يتقدم للإمامة شخص ثوبه طويل. وهنا ينبش الحميد ذاكرته عن بعض همومه الخاصة والعامة في شهر الصيام..
•ما سبب عزلتك الاختيارية؟
•• لا أعد نفسي غائبا، ولا معتزلا. عندما يطلب مني الحضور أو المشاركة أُلبّي، ومن يطلب نصوصا للنشر أزوده بها.
•لكنك غبت عن كثير من مناسبات وزارة الثقافة؟
•• لم أُدع. ولو دُعيتُ للبّيتُ، إلا أن وكالة الوزارة دخلت في حوسة بعد خروج الدكتور السبيل.
• هل تتذكر أول رمضان صمته؟
•• نعم، كنت في السنة الأولى الابتدائية، وكان في عز الصيف، ومن شدة الحر دخلت في إغماء، ورفضت فكرة الإفطار حتى حان موعد الأذان.
• ما أبرز مشاهد تلك المرحلة؟
•• كنت أصب الشاي والقهوة أثناء استراحة صلاة التراويح للمصلين، وأتذكر مشهد الإفطار الجماعي في مسجد الحي، واجتماع القرابة والمارة على مائدة واحدة.
•ما هي الوجبات الرمضانية في حائل؟
•• إذا كان رمضان في موسم بارد تصبح «الحنيني، والقرصان»، وفي الصيف الشوربة والأرز.
• من أغراك بالثقافة وأنت طالب مدارس التحفيظ؟
•• صديق يمني، أدين له بالكثير من الفضل، كان يمدني بالقصص والروايات، ويطلب مني تقديم تعليق على كل كتاب أتم قراءته، ثم نفتح النقاش حول الكتاب.
• ما الذي شدك من كتب تلك الحقبة؟
•• كتاب «حتى لا تكون فتنة» للراحل غازي القصيبي، وفيه وثق مساجلات بينه وبين رموز الصحوة، إضافة إلى كتب المفكر فرج فودة.
•ما انطباعك اليوم بعد ثلاثة عقود من قراءته؟
•• نعيش كل ما حذر منه الدكتور غازي، وكل ما دفع فرج فودة حياته ثمنا له، وكأنهما كانا يريان ويسمعان ما سنمر به اليوم من أزمات وتحديات بسبب الخطاب المتطرف.
•ماذا تعني لك الكتابة؟
•• تعني الألم، كانت الصحوة على أشدها وفي أوجها، وكان المنتسبون لها من المعلمين يحرمون الكتابة باليد اليسرى، وأنا أعسر لا أحسن الكتابة باليمين، فمارسوا معي الترهيب، وإذا بدأت الكتابة في الفصل يربطون يدي اليسرى بشماغي وراء ظهري، ويضغطون أصابعي على القلم الرصاص عندما يرون الواجب مكتوبا بخط جميل، ويقولون أكيد حلّيته باليسرى، فاضطررت أن أجاريهم، ومع محاولاتي الاستجابة لطلبهم والكتابة باليمنى تشوه خطي حتى اليوم.
• هل من تجليات لأثر مدارس التحفيظ عليك؟
•• أكيد، حفظت القرآن مرتين، إحداها بالقراءات السبع، وكنت أنوب عن والدي في الإمامة خصوصا صلاة التراويح، ولم يكن البعض يتقبلني لأن ثوبي طويل.
•ما أول نص نشرته؟
•• أسماء حميمة، ولم أنشره حتى استشرت الناقد الدكتور محمد صالح الشنطي.
•لماذا بدأت بالقصة؟
•• لم يستهوني الشعر، رغم أني درست العروض، وأتقنت تقطيع الأبيات الشعرية، ووزنها، إضافة إلى أن ذائقتي في طفولتي تربت على السرد من خلال حكايات الجدات وروايات جدتي لأمي أساطير ما قبل للنوم.
•كيف عشت رمضان في الرياض؟
•• هناك أربعة رمضانات قاسية جدا، كنت في جامعة الإمام محمد بن سعود، وفي سكن موحش، وفي غرفة بمفردي، أذهب للمحاضرات مواصلا، وأعود الظهر فأخلد للنوم حتى المغرب ونفطر على ما تيسر.
• ماذا عن توثيق تلك الحقبة؟
•• في جامعة الإمام ارتديتُ العقال عنادا ورفضا للخطاب السائد، وهناك لم أكن أصرح بشيء عن ثقافتي أو قراءتي، كانت الرقابة علينا صارمة، تفتيش الغرف، وتحضير عقب كل صلاة، ما يحفزني اليوم لكتابة رواية بعنوان رئيسي (82) وهو رقم المبنى، و(201) رقم الغرفة.
• كيف كنت تكسر الرتابة؟
•• كنت أزور جريدة الرياض، وكان من أهم الأصدقاء سعود السويداء، وتعرفت على محمد رضا نصرالله، وعبدالسلام الهليل، وفي مكتبات بيع الكتب المستعملة وجدت ما يعوضني ويشبع نهمي، إلا أن إدخال الكتب إلى السكن جريمة ما يجعلني أتركها في شنطة السيارة.
•كيف تعرفت على النخب الثقافية وتواصلت معهم؟
•• من خلال تولي سكرتارية نادي القصة في جمعية الثقافة والفنون في حائل بعد تخرجي من الجامعة والبدء في العمل معلماً، ونجحنا مع رفيق الرحلة الدكتور فارس الهمزاني في استضافة أدباء وتقديم قراءات قصصية ونقدية للمجموعات الأحدث صدوراً.
•ما أول أمسية شاركت بها؟
•• في أدبي المدينة المنورة، بمشاركة القاصة فوزية الجارالله، وتلبستني حالة ارتباك.
•لماذا لم تصدر أي مجموعة قصصية؟
•• لست راضيا عن نتاج السنوات التي مضت، إضافة إلى أني لم أكن أؤرخ لكل قصة أكتبها حتى أضبط تسلسلها الزمني.
• هل تتوجس من نشرها؟
•• أبداً، أنا قرأت نصوصا جريئة على منابر الأندية الأدبية، وليس لدي إشكالية لكني لم أتحمس كثيرا.
•ما سر مقاطعتك لأدبي حائل؟
•• بعد تجربة الوزير إياد مدني، ووكيله الدكتور عبدالعزيز السبيل تضعضع المشهد الثقافي، إذ كان لمدني والسبيل مشروع يقفان خلفه بقوة، وهما من النخب تنظيرا وقدرات إدارية وإمكانات مادية، لم تخدم الظروف التجربة لتتراكم، وجاءت الانتخابات المزعومة لتنفرني أكثر، فسلمت النادي الذي كنت نائبا لرئيسه للجنة وانسحبت، ولم أسجل اسمي في الجمعية العمومية.
•كيف تقرأ المشهد الثقافي؟
•• ليس هناك حراك ثقافي عدا أحمد الملا في الشرقية، ومحمد السيف في مركز الملك فهد الثقافي.
•ما وجبتك الرمضانية المفضلة؟
•• أنا كائن غير متطلب، ما توفر من طبق منزلي خفيف وغير دسم، ولست ممن يعشق كثرة الأصناف ولا تعدد الوجبات.
•ماذا عن السمر مع الأصدقاء؟
•• لم يعد كما كان، تباعدت بنا الخطى، ولكن إن أتيح اللقاء نتلاقى.
القاص عبدالسلام الحميد، ما يفتأ يفخر بأن قراءاته الأولى كانت للراحل الدكتور غازي القصيبي، ويعترف بأنه يدين بالفضل لصديق يمني، أغواه وشجعه على قراءة الكتب الثقافية والروايات، خصوصا أنه انتظم مبكرا في مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل، ومكث بها 12 عاما، تخرج في 1413هـ حافظا للقرآن الكريم مرتين إحداهما بالقرءات السبع، ما أهله لإنابة والده في الإمامة خصوصا في صلاة الترويح، إلا أن المصلين لم يقبلوا أن يتقدم للإمامة شخص ثوبه طويل. وهنا ينبش الحميد ذاكرته عن بعض همومه الخاصة والعامة في شهر الصيام..
•ما سبب عزلتك الاختيارية؟
•• لا أعد نفسي غائبا، ولا معتزلا. عندما يطلب مني الحضور أو المشاركة أُلبّي، ومن يطلب نصوصا للنشر أزوده بها.
•لكنك غبت عن كثير من مناسبات وزارة الثقافة؟
•• لم أُدع. ولو دُعيتُ للبّيتُ، إلا أن وكالة الوزارة دخلت في حوسة بعد خروج الدكتور السبيل.
• هل تتذكر أول رمضان صمته؟
•• نعم، كنت في السنة الأولى الابتدائية، وكان في عز الصيف، ومن شدة الحر دخلت في إغماء، ورفضت فكرة الإفطار حتى حان موعد الأذان.
• ما أبرز مشاهد تلك المرحلة؟
•• كنت أصب الشاي والقهوة أثناء استراحة صلاة التراويح للمصلين، وأتذكر مشهد الإفطار الجماعي في مسجد الحي، واجتماع القرابة والمارة على مائدة واحدة.
•ما هي الوجبات الرمضانية في حائل؟
•• إذا كان رمضان في موسم بارد تصبح «الحنيني، والقرصان»، وفي الصيف الشوربة والأرز.
• من أغراك بالثقافة وأنت طالب مدارس التحفيظ؟
•• صديق يمني، أدين له بالكثير من الفضل، كان يمدني بالقصص والروايات، ويطلب مني تقديم تعليق على كل كتاب أتم قراءته، ثم نفتح النقاش حول الكتاب.
• ما الذي شدك من كتب تلك الحقبة؟
•• كتاب «حتى لا تكون فتنة» للراحل غازي القصيبي، وفيه وثق مساجلات بينه وبين رموز الصحوة، إضافة إلى كتب المفكر فرج فودة.
•ما انطباعك اليوم بعد ثلاثة عقود من قراءته؟
•• نعيش كل ما حذر منه الدكتور غازي، وكل ما دفع فرج فودة حياته ثمنا له، وكأنهما كانا يريان ويسمعان ما سنمر به اليوم من أزمات وتحديات بسبب الخطاب المتطرف.
•ماذا تعني لك الكتابة؟
•• تعني الألم، كانت الصحوة على أشدها وفي أوجها، وكان المنتسبون لها من المعلمين يحرمون الكتابة باليد اليسرى، وأنا أعسر لا أحسن الكتابة باليمين، فمارسوا معي الترهيب، وإذا بدأت الكتابة في الفصل يربطون يدي اليسرى بشماغي وراء ظهري، ويضغطون أصابعي على القلم الرصاص عندما يرون الواجب مكتوبا بخط جميل، ويقولون أكيد حلّيته باليسرى، فاضطررت أن أجاريهم، ومع محاولاتي الاستجابة لطلبهم والكتابة باليمنى تشوه خطي حتى اليوم.
• هل من تجليات لأثر مدارس التحفيظ عليك؟
•• أكيد، حفظت القرآن مرتين، إحداها بالقراءات السبع، وكنت أنوب عن والدي في الإمامة خصوصا صلاة التراويح، ولم يكن البعض يتقبلني لأن ثوبي طويل.
•ما أول نص نشرته؟
•• أسماء حميمة، ولم أنشره حتى استشرت الناقد الدكتور محمد صالح الشنطي.
•لماذا بدأت بالقصة؟
•• لم يستهوني الشعر، رغم أني درست العروض، وأتقنت تقطيع الأبيات الشعرية، ووزنها، إضافة إلى أن ذائقتي في طفولتي تربت على السرد من خلال حكايات الجدات وروايات جدتي لأمي أساطير ما قبل للنوم.
•كيف عشت رمضان في الرياض؟
•• هناك أربعة رمضانات قاسية جدا، كنت في جامعة الإمام محمد بن سعود، وفي سكن موحش، وفي غرفة بمفردي، أذهب للمحاضرات مواصلا، وأعود الظهر فأخلد للنوم حتى المغرب ونفطر على ما تيسر.
• ماذا عن توثيق تلك الحقبة؟
•• في جامعة الإمام ارتديتُ العقال عنادا ورفضا للخطاب السائد، وهناك لم أكن أصرح بشيء عن ثقافتي أو قراءتي، كانت الرقابة علينا صارمة، تفتيش الغرف، وتحضير عقب كل صلاة، ما يحفزني اليوم لكتابة رواية بعنوان رئيسي (82) وهو رقم المبنى، و(201) رقم الغرفة.
• كيف كنت تكسر الرتابة؟
•• كنت أزور جريدة الرياض، وكان من أهم الأصدقاء سعود السويداء، وتعرفت على محمد رضا نصرالله، وعبدالسلام الهليل، وفي مكتبات بيع الكتب المستعملة وجدت ما يعوضني ويشبع نهمي، إلا أن إدخال الكتب إلى السكن جريمة ما يجعلني أتركها في شنطة السيارة.
•كيف تعرفت على النخب الثقافية وتواصلت معهم؟
•• من خلال تولي سكرتارية نادي القصة في جمعية الثقافة والفنون في حائل بعد تخرجي من الجامعة والبدء في العمل معلماً، ونجحنا مع رفيق الرحلة الدكتور فارس الهمزاني في استضافة أدباء وتقديم قراءات قصصية ونقدية للمجموعات الأحدث صدوراً.
•ما أول أمسية شاركت بها؟
•• في أدبي المدينة المنورة، بمشاركة القاصة فوزية الجارالله، وتلبستني حالة ارتباك.
•لماذا لم تصدر أي مجموعة قصصية؟
•• لست راضيا عن نتاج السنوات التي مضت، إضافة إلى أني لم أكن أؤرخ لكل قصة أكتبها حتى أضبط تسلسلها الزمني.
• هل تتوجس من نشرها؟
•• أبداً، أنا قرأت نصوصا جريئة على منابر الأندية الأدبية، وليس لدي إشكالية لكني لم أتحمس كثيرا.
•ما سر مقاطعتك لأدبي حائل؟
•• بعد تجربة الوزير إياد مدني، ووكيله الدكتور عبدالعزيز السبيل تضعضع المشهد الثقافي، إذ كان لمدني والسبيل مشروع يقفان خلفه بقوة، وهما من النخب تنظيرا وقدرات إدارية وإمكانات مادية، لم تخدم الظروف التجربة لتتراكم، وجاءت الانتخابات المزعومة لتنفرني أكثر، فسلمت النادي الذي كنت نائبا لرئيسه للجنة وانسحبت، ولم أسجل اسمي في الجمعية العمومية.
•كيف تقرأ المشهد الثقافي؟
•• ليس هناك حراك ثقافي عدا أحمد الملا في الشرقية، ومحمد السيف في مركز الملك فهد الثقافي.
•ما وجبتك الرمضانية المفضلة؟
•• أنا كائن غير متطلب، ما توفر من طبق منزلي خفيف وغير دسم، ولست ممن يعشق كثرة الأصناف ولا تعدد الوجبات.
•ماذا عن السمر مع الأصدقاء؟
•• لم يعد كما كان، تباعدت بنا الخطى، ولكن إن أتيح اللقاء نتلاقى.