-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة)
OKAZ_online@

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور خالد الغامدي أن من أجل المعاني والقيم التي يغرسها شهر رمضان في قلوب المخبتين الصادقين الخاشعين لله أنه يربيهم على التجرد لله، فهم إن صاموا صاموا لله وحده، وأقاموا الليل من أجل الله إيمانا واحتساباً، أو قرأوا القرآن وختموه مراراً حباً لله وتقرباً إليه، ويدعون شهوتهم وطعامهم من أجل الله سبحانه، ويبتعدون عن السباب والخصام والغيبة والنميمة وسائر المعاصي.


وقال في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس: تكاثرت النصوص وتوالت في فضائل شهر الصيام والقيام، حتى عرف عامة الناس مكانة هذا الشهر وأثره العظيم في تربية الأرواح والقلوب وتهذيب النفوس، بيد أن هذه المعرفة النظرية لا تتطابق السلوك العملي في واقع بعض الناس، ولم تترجم إلى ما هو مطلوب منهم فعله في هذا الشهر، ولذلك انقسم الناس في رمضان إلى ثلاثة أقسام تبعاً لأحوالهم وأعمالهم ومدى امتلاء قلوبهم بخشية الله ومحبته وشعورهم بأن أيام رمضان ولياليه فرصة عظيمة لا تقدر بثمن، فمن الناس من لم يشعر بجلالة هذا الشهر وأثاره الإيمانية والروحية والتربوية فظلم نفسه بالتفريط في الفرائض والنوافل والقربات وتحقيق الصيام على الوجه الصحيح، ولم يتورع هؤلاء عن ارتكاب معاصي القلوب واللسان والنظر والسماع في أيام هذا الشهر ولياليه، وانشغلوا بملذات الحياة ومآكلها ومشاربها وملهيات العصر ووسائل تواصله الاجتماعي، ولم يزدادوا من الله إلا بعداً فاستحقوا أن تصيبهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك رمضان فلم يغفر له فرغمت أنوفهم، إلا أن يتداركنا الله برحمته ويدركوا أنفسهم قبل رحيل هذا الشهر المبارك قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).

من جهته، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم أن «التجارة مع الله في شهر رمضان مضاعفة».

وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد النبوي: تتجلى في رمضان هبات الله وعفوه، فيه تضاعف الأعمال وتكفر الخطايا والآثام، وفيه تفتح أبواب الرحمة والجنان، وتصفد الشياطين وتغلق النيران.