بكر فلاتة يعد الكبدة لأحد الزبائن.
بكر فلاتة يعد الكبدة لأحد الزبائن.
-A +A
محمد سميح (مكة المكرمة) m_smaih@
يطرب الشاب بكر فلاتة لأصوات تقارع الصحون في مطعمه الصغير، ويستأنس لرائحة الحطب المشتعلة في كل زواياه، قانعا برزقه من بسطته الصغيرة، ضمن البسطات والمطاعم الشعبية التي تشهدها العاصمة المقدسة مكة المكرمة في شهر رمضان، مؤكدا أن طبق الكبدة على الصاج أحد الأطباق المكاوية بامتياز.

ولا يقدم فلاتة وجبات متنوعة فقط لزبائنه، بل يقدم ابتسامة زاهية لا تغيب عن وجهه، تشي منذ اللحظة الأولى لرؤيته بالحماس والرضا، إذ يمازح زبوناً ويلاطف آخر، وفي الوقت ذاته يده على النار مجهزاً أطباقاً مختلفة لزبائنه، لاسيما أنه لا يشعر يوما بالحرج من مهنته. وقال لـ«عكاظ»: «سبب توجهي لهذه المهنة، هو تأثير والدي عدنان فلاتة الطاهي المعروف في مكة، رغم ممانعة الوالد لي ولإخوتي من الانخراط في مهنة الطبخ حتى لا تؤثر على مستقبلنا التعليمي، لحرصه على إكمال تعليمنا، وتسليحنا بإتمام حفظ كتاب الله الكريم»، مؤكداً أن مهنة الطهي طاغية في العائلة ومرتبطة بنا كالسوار على المعصم.


وأشار فلاتة إلى حرصه على تقديم العديد من الأكلات الشعبية مثل التقاطيع والكبدة والشوربة والمقادم والمقلقل في مطعمه، التي يحرص عليها أهل مكة في الشهر الفضيل، مبيناً أن لزوجته أم حنان دورا كبيرا في إتمام مشروعه ومؤازرته على الدوام، ومساندته حيث كانت تدعمه بمكافأتها الجامعية وتدخرها له من أجل إتمام المشروع.

وذكر فلاتة أنه يسعى إلى تكوين مفهوم عصري وحديث عن الأكلات الشعبية للمساعدة في انتشارها بشكل أكبر، وبطريقة أكثر احترافية من أجل الحصول على ثقة الزبائن، خاتماً حديثه بتمنيه إكمال دراسته الجامعية لمرحلة الماجستير في قسم الشريعة بجامعة أم القرى.