-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
A_bawazier@

حاول رجل الدين المتشدد يوسف القرضاوي المدرج ضمن قائمة الـ59 في لوائح الإرهاب السعودية والإماراتية والبحرينية والمصرية، لعب دور سياسي قيادي في المنظومة العربية، كونه يصف نفسه بـ«العالم الذي يترجم شرع الله في حياة الناس»، وقدم القرضاوي واتحاد «علماء المسلمين» المعروف بـ«إخوانيته» مبادرة سياسية عام 2010، للدخول كوسيط بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية بعد الحروب الست.


ورغم فضح السعودية وجهات دولية عدة دعم إيران للميليشيا المسلحة منذ 2004، إلا أن القرضاوي أصر على الوساطة التي لم تتجاوز رغبته، ولم ينفك القرضاوي من قطر (الحضن الرؤوم له)، حتى إنه اختار الدوحة «جغرافية» للمناداة بالسلام وحل معضلة الميليشيا الطائفية والحكومة اليمنية.

ولعبت قناة الجزيرة القطرية حينها دورا جوهريا بالترويج لوساطة القرضاوي «المقبول عند الحوثيين والإيرانيين وقتها»، وبدأت تروج لرجل الدين «المنقذ» وعصبته في «الاتحاد الإخواني»، ما جعل عددا من أعضاء الاتحاد ينخدعون بالمسلك الجديد لاتحادهم، ولم يمض كثير على إعلان الخطوة، حتى أعلن الشيخ عبدالله بن بيه استقالته من «اتحاد القرضاوي» وعزت حينها مصادر سبب الاستقالة إلى «أخونة الاتحاد».

ولم تشأ الحكومة اليمنية حينها إعطاء مبادرة القرضاوي زخماً بالرد عليها، بل تجاهلتها، ما جعل سيل انتقادات «إخوان اليمن» ينصب على تجاهل دعوة المخلص باعتقادهم يوسف القرضاوي.

وقال «اتحاد القرضاوي» حينها إنه لم يتلق ردا حول طلبه ترتيب لقاء للقرضاوي مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عبر دبلوماسيين يمنيين في الدوحة، ليتسنى لهم لقاء الحوثيين بعده.

استمر القرضاوي في تقديم نفسه «المتضخمة» كمرشد أعلى للمسلمين السنة، وأضحت مواقفه وآراؤه «محشورة في أغلب القضايا السياسية»، حتى إنه بات يعتقد بتوجيه العراقيين والفلسطينيين ومسلمي الصحراء الأفريقية ببيانات «اتحاده» ولقاءاته التلفزيونية.