-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

جاء موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في القاهرة أمس (الأربعاء) على الرد السلبي القطري على المطالب، حاسما وقاطعا، خصوصا أن الدول الأربع لم يعد بإمكانها التسامح مع الدور التخريبي الذي تمارسه قطر في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي. وأن المقاطعة ستستمر إلى أن تعدل قطر سياستها إلى الأفضل، حسبما أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المؤتمر الصحفي أمس في القاهرة بحضور وزراء خارجية البحرين ومصر والإمارات. قطر التي لم يفتأ وزير خارجية النظام القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في تزوير الحقائق والتدليس والمراوغة في محاولة يائسة لإنقاذ النظام القطري من المحاسبة، بعد ثبوت ضلوعه في دعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها والارتماء في حضن النظام الإيراني الطائفي القميء. وفي أحدث الاعترافات بعلاقة بلاده مع النظام الإيراني، قال وزير خارجية النظام القطري أمس (الأربعاء) إن قطر بحاجة لعلاقة صحية وبناءة مع إيران. والسؤال هل تكون العلاقات الصحية والبناءة عبر دعم الميليشيات الطائفية الإيرانية بالمال والسلاح، ومن منع النظام القطري في التعايش مع إيران، ولكن هذا التعايش يجب أن يكون وفق قواعد القانون والأعراف الدبلوماسية وليس عبر سياسة الدهاليز والأروقة المشبوهة ودعم التنظيمات الإرهابية للانقلاب على الدول. تصريحات وزير خارجية النظام القطري تزامنت مع حراك سياسي كبير على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، بدأ من اجتماعات الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في القاهرة أمس (الأربعاء) في القاهرة للبحث في الرد القطري على مطالبها، والذي تم استلامه من قبل الكويت أمس الأول، إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي ترمب مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تم خلاله بحث سبل مكافحة الإرهاب وموقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إزاء قطر، إذ تم التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب.


وبحسب مصادر دبلوماسية غربية فإن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب درست في القاهرة بتفصيل فرض حزمة من القرارات والعقوبات الاقتصادية القاسية ضد الدوحة لدعمها الإرهاب والتطرف في المنطقة، فضلا عن تنسيق المواقف بين الدول الأربع بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر في حال عدم انصياعها للمطالب الشرعية. وأشارت المصادر أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أعدت إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع التعنت القطري وفرض مزيد من العزلة واحتمال تجميد مقعد قطر في مجلس التعاون الخليجي. واعتبر مراقبون أن مرحلة كسر العظم مع قطر بدأت بعد تقليم أظافرها.