مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام علي عبيد الهاملي
مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام علي عبيد الهاملي
-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@
آن الأوان لوقف السفه القطري وسياسة النفاق والشقاق التي انتهجها «تنظيم الحمدين» لأكثر من عشرين عاما لزعزعة البيت الخليجي وتقسيم الوطن العربي، فعقد وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اجتماعهم في القاهرة مؤكدين فيه المضي في تجفيف منابع الإرهاب ومصادره، وتفكيك خلايا التطرف التي زرعتها الدوحة في الوطن العربي الكبير، وعلى قطر ألا تغتر بحلم الحليم وعليها أن تدرك جيدا المثل السائر عند العرب،«اتقِ شر الحليم إذا غضب».

يقول لـ«عكاظ» مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام علي عبيد الهاملي، إن مؤتمر القاهرة الرباعي)، جاء ليضع النقاط على الحروف، ويفند الدعاوى الباطلة للدوحة، ويكشف الوجه القبيح والمراوغ لها، وهو ليس ردة فعل على رفضها لمطالب الدول التي تحارب الإرهاب، لأن الإعلان عن عقده كان مقررا قبل منحها المهلة الإضافية للرد، وإنما للتنسيق حول الخطوات القادمة، سواء كان رد قطر بالرفض أو الموافقة، وإن كان الرفض متوقعا، لذلك كان الإهمال الذي لقيه الرد في المؤتمر هو الطريقة الأفضل للتعامل معه.


وقال الهاملي: منذ أن بدأت المقاطعة والدوحة ترواغ وتناور لتحول الاهتمام إلى جهات أخرى، فهي تارة تسمي المقاطعة حصارا، وتارة تلوي عنق ردود الأفعال والتصريحات لتجيرها لصالحها، وتارة يسأل وزير خارجيتها عن المطالب، ويقول إنه ليست هناك مطالب. وهذا ليس غريبا على قطر التي اعتادت المراوغة والمناورة ولي أعناق الحقائق، والخروج على الإجماع الخليجي والعربي لصالح أجندات تصب في خانة التردد والشذوذ الذي قررت أن يكون شعارها، ضاربة عرض الحائط بكل قيم الإخاء والجوار والمصير المشترك لشقيقاتها من دول مجلس التعاون العربي والدول العربية.

وأضاف: واضح أن قطر لا تعي ما تقوم به، أو أنها تعي ذلك وتصر على الانتحار إرضاء لصلفها وغرورها واستمرارا في نهج الطريق غير السوي الذي اختارته لنفسها، وأعتقد أنها إذا رضخت لمطالب الدول المحاربة للإرهاب فلن تفعل ذلك عن اقتناع، وإنما نتيجة ضغوط المقاطعة التي تتعرض لها، والتي أعتقد أنها لن تتحملها، لكن زمن المراوغة ولى، وقد خسرت ثقة الأشقاء والإخوة، وسوف تحتاج وقتا طويلا، وتبذل جهدا كبيرا، قبل أن تستعيد هذه الثقة، وتعود إلى الصف الخليجي والعربي، أما الخاسر الأكبر من هذا كله هو الشعب القطري الذي ابتلاه الله بهذه القيادة المستخفة بالقيم والأصول والأعراف والقوانين.

وقال الهاملي: يبدو أن قطر مازالت تعيش حلم الدولة المؤثرة والقادرة على صنع القرار والمتحكمة في مصائر الشعوب عبر أبواقها الإعلامية وتمويلها للجماعات والمنظمات الإرهابية، كما يبدو أنها مازالت تعيش وهم المرحلة التي كانت الدول المكافحة للإرهاب تحلم خلالها عليها، وتعطيها الفرصة تلو الفرصة لمراجعة نفسها، وسوف تصحو من تلك الأحلام والأوهام على حقيقة أن هذه الصفحة قد طويت، وأن أولئك الذين حلموا عليها طويلا قد نفد صبرهم، وأصبحت المواجهة حتمية بعد أن بلغ السيل الزبى، لكن هذه الصحوة ستكون متأخرة جدا، لأن قطر ستكون وقتها قد خسرت كل شيء، وأهدرت كل الفرص، وانحازت فقط لأولئك الذين يستغلون جنون عظمة حكامها، ويستنزفون خزائن شعبها، ويستقوون بها.