-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
كانت ولاتزال السعودية مركز استقطاب عالمي، باعتبارها دولة رائدة في مكافحة الإرهاب الظلامي، ولاعبة رئيسية لتعزيز السلم والأمن العالميين.. وأمس (الأربعاء) عندما استضافت جدة اجتماع الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون فهي ترسل رسالة أخرى لقطر، مفادها أن عليها الإذعان والرضوخ الكامل والالتزام لجميع مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، والتوقف نهائيا عن دعم التنظيمات الإرهابية، ولايمكن بأي حال من الأحوال التنازل عن المطالب الشرعية والعادلة الهادفة لتأمين المنظومة الأمنية للبيت الخليجي. وجاءت ردة فعل الدول الرباعية، باعتبار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة خطوة غير كافية وسيتم مراقبتها حتى تتوقف نهائيا عن دعمها للإرهاب، دليلا على ضرورة الرضوخ الكامل، إذ أشارت الدول الرباعية في نفس الوقت إلى أن الوصول إلى هذه المذكرة جاء وفقا لمطالبها بسبب تمويل قطر للتنظيمات الإرهابية، وأنه لا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة، لأن قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات التي وقعتها.

وليس هناك شك أن جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والشراكة المتينة التي تبلورت في صيغتها النهائية في القمة الإسلامية العربية الخليجية الأمريكية أخيرا شكلت موقفا دوليا صارما لمواجهة التطرف والإرهاب. وللأسف الشديد فإن نشاطات قطر في دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ونقضها للاتفاقات بلغ ذروته ومداه، ولايمكن في ظل هذا الدعم القطري اللامحدود للإرهاب الوثوق في أي التزام يصدر عنها تبعا لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها في العودة إلى المسار الطبيعي والصحيح. وكان بيان الدول الرباعية واضحا عندما قال، إن الإجراءات ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لكافة المطالب المشروعة، خصوصا أن هذه الإجراءات جاءت بسبب دعمها للإرهاب وتمويله. وعليه فإن أمام قطر خيارين لا ثالث لهما، إما الرضوخ الكامل للمطالب أو مواجهة العواقب الوخيمة. إن قطر باتت تشكل خطراً على أمن واستقرار دول الخليج والجوار؛ وذلك بسبب الدعم المتواصل للإرهاب وتمويل منظماته، إن لعبة التخريب والتواطؤ مع التنظيمات الإرهابية، التي تلعبها قطر قد انكشفت للعالم. وحان الوقت لمحاسبة قطر.