الأم المسنة تروي وابنتها للمحرر معاناة الأسرة.  (تصوير: ناصر محسن)
الأم المسنة تروي وابنتها للمحرر معاناة الأسرة. (تصوير: ناصر محسن)






الفتاة المعنفة
الفتاة المعنفة
-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
استغاثت عائلة من خمسة أفراد بالجهات المعنية وطلبت حمايتها مما أسمته «تعنيف الأب»، واتهمت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بـ«المماطلة في استقبالهم برغم مرور 24 ساعة من هروبهم من المنزل».

وبحسب رواية الأم لـ«عكاظ»: «نحن عائلة مكونة من الأم (60 عاما) وابنتين (25 و22 عاما) وابن (19 عاما) وطفل (15 عاما)، وهاربون من الأب خوفا من التعنيف بعد تهديده الصريح لنا، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى».


وأوضحت أنهم تقدموا بشكوى إلى قسم شرطة النزهة، وإلى جمعية وهيئة حقوق الإنسان في جدة، وبصدد تقديم شكوى إلى إمارة منطقة مكة المكرمة، مؤكدة وجود محاضر باعتداءات بالضرب والتعنيف في السابق، ومثبتة لدى دار الحماية التي استضافتهم لمدة تسعة أشهر، ثم تكفلت بإيجار شقة لمدة ستة أشهر أخرى، ولكن القضية عادت للسطح مرة أخرى بعد أن تقدم شاب لخطبة إحدى بناتها، إذ وافقت الفتاة ورفض الأب وتهجم عليهم وهددهم بالتعنيف، ما دفعهم لتقديم شكوى قبل التعرض لهم.

«الجمعية» تعتبرها حالة كبرى.. و«العمل»: لم يُعتدَ عليهم

يرى مدير جمعية حقوق الإنسان في جدة صالح الغامدي أن العائلة المهددة من والدهم بالعنف في خطر، وتستحق الحماية، خصوصا أنه على اطلاع سابق بجذور القضية منذ خمسة أعوام عندما كان مسؤولا في فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والتعنيف مثبت في محاضر رسمية من قبل المستشفيات.

وأكد أنه من المفترض أن دار الحماية تستقبل مثل هذه الحالات، التي تعتبر من الحالات الكبرى، حتى إنهاء إجراءاتهم من الدوائر الحكومية، مثل المحاكم وغيرها، وتضمنت تعليمات الحماية الوقوف بجانب المعنف من الأطفال والنساء، وأنشئت دور الحماية لهذا الهدف، ومنها دار الحماية في جدة التي فيها عدد من الموظفين والموظفات.

وطالب الغامدي مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور محمد القحطاني بالوقوف والاطلاع على مثل هذه الحالات، موضحا «لدينا أكثر من حالة في الجمعية تطلب الحماية، والنظام يسمح بدخولهم دار الحماية ومراجعة القطاعات الحكومية حتى تنتهي قضاياهم».

من جانبه، أوضح القحطاني أن «الحماية» أرسلت خطابا للشرطة للتأكد من شكواهم واستدعاء الأب المتهم بالتهديد، مؤكدا أنه تمت دراسة الحالة من قبل الأخصائيات المعنيات بالقضية، وهم ليسوا في دائرة الخطر حتى يتم التهجم عليهم.