-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@
في مشهد متكرر باتت الاعتداءات تتوالى على كاميرات الرصد الآلي «ساهر»، في مختلف المدن السعودية، حالات الاعتداء تتعدد في صور شتى، ابتداء من إضرام النار فيها، أو تحطيمها بشكل أو بآخر، ورشقها بالحجارة وغيرها، وفي أصعب الأحوال طمس عيونها وإطفاء نورها بقصد تعطيلها عن مهمتها في الرصد والمتابعة.

أعادت حادثة حائل، التي سكب فيها مجهولون مادة سائلة قابلة للاشتعال على «ساهر» وأضرموا النار فيها أمس الأول، الأذهان إلى العديد من الحوادث المماثلة، وتتمحور الأسئلة حول أهداف المعتدين ومبرراتهم، أو المسوغات التي دفعتهم إلى مثل هذا السلوك، رغم الإجراءات المشددة والعقوبات المغلظة التي تطالهم، ولم تردع آخرين من الإقدام على الفعل ذاته، إذ ظل ساهر أشبه بـ«الضيف الثقيل» الذي لا يطاق وجوده في أي شارع، بيد أن انتشار العديد من الأخبار التي تؤكد رصد اعتداءات على بعض الكاميرات، وتخريب أخريات لا تسكت صوت وضوء ساهر اللامع، يبدو أن غلظة ساهر مع المعتدين دفعتها إلى التواجد عند كل تقاطع وشارع، ثم التواري في المخابئ لرصد المعتدين، وسجلت الكاميرات في مناطق مختلفة اعتداءات عدة، وصلت إحداها إلى دهس موظف في تبوك من قبل أحد قائدي المركبات بعد رصده، ويعبر كثير من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات كثيفة حول المقاطع المتداولة، ولا يخفون استنكارهم لمثل هذه الأفعال، فرغم امتعاضهم من بعض إجراءات ساهر، إلا أنه بطبيعة الحال لا يقبل العقل والمنطق الاعتداء على الممتلكات العامة وتخريبها. ويطالب مغردون بالمزيد من حملات التوعية للشباب تحثهم على التقيد بالأنظمة التي تهدف لسلامة الجميع.