إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استضافة الحجاج القطريين على نفقته، تأكيد صريح على رفض المملكة لتسييس الحج وتفنيد كل المزاعم القطرية أن السعودية سعت لذلك، وهو ما سوّق له النظام القطري وفشل فشلا ذريعا فيه، لأن المبادرة السعودية التي قوبلت باحترام وتقدير وإشادة إسلامية وعربية وخليجية، أكدت حرص القيادة السعودية على وحدة أهل الخليج، وأن الشعب القطري عزيز على القيادة والشعب السعودي، وفي نفس الوقت إرسال رسالة واضحة ومباشرة أن السعودية كانت ولاتزال ترفض تسييس الحج من أي دولة كانت.. مبادرة الملك سلمان باستضافة الحجاج تعتبر أقوى رسالة سعودية لقطر، وأهم اختراق إيجابي في الأزمة الراهنة معها، التي عكست أولا احترام القيادة السعودية للشعب القطري، وعدم تفويت الفرصة على الحجاح القطريين لأداء مناسك الحج على نفقة الملك سلمان بن عبدالعزيز، فضلاً عن كونها رسالة قوية من نائب الملك الأمير محمد بن سلمان للأسرة الحاكمة في قطر خلال استقباله للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني في قصر السلام في جدة أمس الأول، الذي أكد أن العلاقات السعودية مع قطر هي علاقات أخوة راسخة في جذور التاريخ. المبادرة السعودية جاءت بعد لقاء مهم عقده الأمير محمد بن سلمان مع الشيخ عبدالله آل ثاني، والذي أعلن عقبه قرار الملك سلمان بنقل كافة الحجاج القطريين من مطار الملك فهد في الدمام ومطار الأحساء، واستضافتهم على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة، فضلا عن فتح معبر «سلوى» الحدودي أمام القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وسيسمح لهم بالدخول دون الحاجة إلى التصاريح الإلكترونية.. الدوائر الإسلامية والعربية والخليجية لم ترحب بالمبادرة السعودية فقط، بل اعتبرتها خطوة إيجابية وصادقة من السعودية بالاهتمام بالشعب القطري، وإعطائه الفرصة كاملة لأداء مناسك الحج مثله مثل بقية حجاج بيت الله الحرام، فيما أبرزت وسائل الإعلام الغربية قرار الملك سلمان باستضافة الحجاج القطريين، بينما مات النظام الإيراني وأبواقه وحلفاؤه الطائفيون بغيظهم.. الملك سلمان اتخذ قرارا تاريخيا غير مسبوق لم يتخذ مع أي دولة إسلامية أخرى، واتخذه مع حجاج قطر فقط، حتى يثبت للعالم أن السعودية ترحب بجميع الحجاج من أي مكان في العالم، ولا يمكن منع أي حاج يريد تأدية الفريضة المقدسة. هذه هي السعودية التي ترحب بجميع الحجاج وترفض تسييس شعائر الحج تحت أي ظرف من الظروف.. الحجاح القطريون في قلوبنا.. هذه رسالتنا.