وسط الزحام وبين الحشود الغفيرة، أعين لا تغفو، مكلفة بحفظ أمن الحجيج، والحرص على راحتهم، ومراقبتهم على جبل الرحمة، فيما تتفرغ أعين رجال التحريات والبحث الجنائي لمنع ضعاف النفوس من تعكير صفوهم وترصد حركة المشتبه بهم من أصحاب الحركة الدائمة والأعين الزائغة وهي أشد العلامات التي تظهر على النشالين في جبل الرحمة. وينتظر رجال التحريات ساعة الصفر لينقضوا على سارقي جبل الرحمة، إذ رصدت «عكاظ» المشهد حين لاحظ أحد رجال الأمن السريين تحركات مشبوهة لشخص أسمر البشرة يتنقل بين صخور المشعر ويضع يديه تحت إحرامه ويتعمد الجلوس بجوار النساء متحسسا حقائبهن ليتحرك رجل الأمن بخفة، ويقيد حركته ويقتاده للتحقيق. ويتذرع بعدم تعمده ارتكاب أي جريمة وأن تحركاته كانت لاختيار مكان يجلس به، بيد أن رجل الأمن فاجأه بأنه موضوع تحت المراقبة لبعض الوقت، إذ لوحظ تحركه بأكثر من ستة مواقع، كانت جميعها بجانب نساء، متحسسا حقائبهن. فيما أكد قائد التحريات والبحث الجنائي في المشاعر المقدسة العميد سعود الطريفي لـ«عكاظ» وجود فرق سرية ورسمية عالية التدريب تقمصوا كافة الهيئات والجنسيات وانتشروا وفق المخطط لهم. وأضاف الطريفي: لم نشهد هذا العام حوادث تذكر سوى بعض حالات النشل والمفقودات، وهي أقل من العادية في مثل هذا الوقت من الأعوام الماضية ورجال الأمن مجهزون للتعامل مع كافة الحوداث. من جهته، أوضح قائد التحريات والبحث الجنائي في جبل الرحمة العقيد محمد القحطاني أن المركز لم يسجل حالات تذكر منذ ساعات الصباح سوى بعض حالات الاشتباه التي يجري التأكد منها بفريق تحقيق وفريق استدلال، مشيرا إلى وجود قسم مختص للأدلة الجنائية يتولى تبصيم المشتبه بهم للتثبت من صحائفهم وفي حال وجود سوابق أو مطالبات بحقهم تتم إحالتهم لجهات الاختصاص حيث يتواجد تحت سقف واحد كافة الجهات المعنية وكل هذه الإجراءات لا تستغرق سوى وقت وجيز.