مراقبة العمل الميداني من شاشات المراقبة. (عكاظ)
مراقبة العمل الميداني من شاشات المراقبة. (عكاظ)
-A +A
عبدالله الذبياني (منى) amkk60@
لا يغفو منسوبو مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، ولا ترى أعينهم الشمس على مدى 144 ساعة متواصلة، منذ اليوم السابع وحتى الثالث عشر من ذي الحجة، منقطعين تماما عن العالم الخارجي، منفصلين حتى عن عوائلهم وأبنائهم، لا هم لهم سوى مراقبة ومتابعة الحجيج أينما حلوا، ووقتما تحركوا، كخلية نحل، يقضون كل وقتهم في عمل دؤوب ومتابعة متلاحقة، حتى لا تسقط منهم لحظة، أو تفوتهم خطوة لأي من ضيوف الرحمن، في أي مكان في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، متفرغين تماما لعملهم الذي يتطلب تواجدا مستمرا، ومتابعة الحدث أولا بأول. ولأن المركز يقع في القلب من مشعر منى، ويمثل النبض الحقيقي للمشعر المكتظ بأعداد الحجاج الذين تجاوز عددهم هذا العام المليوني حاج، يقضي منسوبوه الساعات أمام شاشات التلفزة الحية التي تنقل لهم نبض المشاعر عبر 6100 كاميرا ترصد الحركة في مكة المكرمة والمسجد الحرام ومنشأة الجمرات، علاوة على ارتباطها بالمركز الوطني بوزارة الداخلية ومركز العمليات الموحد وغرفة عمليات الحرم، ناهيك عن التغطية الشاملة لجميع المنافذ المؤدية إلى مكة المكرمة والمواقف وكل الطريق التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام. وفي هذا السياق، يقول قائد المركز اللواء عبدالله الزهراني لـ«عكاظ»: ادخل هنا أنا وزملائي منذ اليوم السابع وحتى الثالث عشر، نقضي كل الوقت في عمل متواصل، ولا يرى أحدنا الشمس، فنحن لا نغادر من هنا، إذ إن المركز مسؤول بشكل كامل عن سلامة الحجيج، نراقب تحركاتهم في المنافذ والمداخل إلى المشاعر المقدسة على مدار أيام موسم الحج، ما يتطلب متابعة دقيقة وقرارا صائبا في الوقت المناسب، خصوصا في المواقف الطارئة، ما ننسى معه كل الارتباطات الخارجية، وتكاد تنعدم حتى الاتصالات الخاصة لجميع منسوبي المركز، فالموقف يتطلب المتابعة والتركيز، ليتواكب عملنا مع ما وفرته حكومة المملكة لخدمة الحجيج، وسخرت له كافة الجهات الحكومية والخاصة، ليخرج موسم الحج على الوجه الأمثل.