-A +A
عيسى الشاماني (المشاعر المقدسة)
وقف الحاج السوري عمار اليزيد أمام شاخص الجمرات، والتقط حصى بيديه وكبر ثلاثا قبل أن يرجم الشاخص بقوة، وهو يردد سرا ضد زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وزعيم تنظيم جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) أبو محمد الجولاني. وبعد أن فرغ من مهمته وقف مبتهلا بالدعاء عليهما لأنهما تسببا في مقتل ثلاثة من أبنائه.

وأمام شاخص الجمرات تظهر ثقافة مختلطة بين الحجاج، وخصوصا معتقداتهم نحو الهدف من الرمي، ففي حين يؤكد بعضهم أنهم يرجمون الشيطان اقتداء بنبي الله إبراهيم، إلا أن آخرين لديهم تفسير خاص نحو هذا العمل، إذ ترى الحاجة المغربية منى العبدالله، أنها جاءت إلى هنا تطلب الشفاء وترجم الشيطان بعد أن تعرضت لـ«سحر» أفقدها وعيها لسنوات عدة.


وقال الحاج السوري عمار اليزيد لـ«عكاظ»، إنه فقد ثلاثة من أبنائه بعد أن تمكن تنظيم «داعش» من تجنيدهم بالقوة في محافظة دير الزور السورية، وكان التنظيم يحاول في 2015، تجنيد العائلات السورية بشكل جماعي، وهو ما أجبره على الفرار برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، إذ يقيم الآن في ألمانيا. وأضاف: منذ انضمام أبنائي الثلاثة لـ«داعش»، فقدت الاتصال بهم، وبعد أشهر عدة من وصولي إلى ألمانيا، علمت بمقتلهم في اشتباك بين النصرة وداعش قرب مدينة حماة، ومن يومها زاد شعوري بالألم والأسى ما تسبب في معاناتي صحيا، خصوصا أني أعيش حاليا أوضاعا صعبة في ألمانيا. وأوضح اليزيد أنه رغم فراقه لبلده قبل عامين، إلا أنه لايزال يتذكر «حفلات» الإعدام وقطع الرؤوس في الساحات والشوارع الرئيسية، إذ فقد الكثير من أقربائه في هذه الحرب الإجرامية. وأضاف: ليس لنا إلا الله، اللهم انتقم من المجرمين وعلى رأسهم البغدادي، والجولاني ومن والاهما.