حصدت المملكة عبارات الثناء والتقدير من قادة الدول العربية والإسلامية على نجاحها الكبير في موسم حج العام 1438هـ، الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بالجهود المكثفة التي بذلتها المملكة على المستويات الرسمية والأهلية، حتى تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في راحة، وطمأنينة، وأمن، وخدمات متكاملة. والحق أن السعودية تتفوق على نفسها كل عام بنجاحها المُبهر في تمكين وفود الحجيج من أداء مناسكهم، من خلال تكريس جميع طاقاتها لحفظ سلامة الحجاج وأمنهم، وهي مهمات توضع من أجلها خطط محكمة، يستغرق إعدادها وقتا طويلا، ويأتي بعضها ثمرة أبحاث علمية وعملية دقيقة. ولهذا السبب، بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، انتهى موسم حج هذا العام بلا حوادث، وأمراض وبائية. ومع ذلك فإن المملكة مقبلة على مشاريع كبرى ستعلن قريباً لتوفير مزيد من التطوير في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وليس أدل على الأولوية التي تمنحها السعودية لشؤون الحج وراحة الحجاج وسلامتهم أكثر من إشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على وقوف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، ونفرتهم إلى مزدلفة ومنى، ورميهم الجمرات، يحف بهم رجال الأمن السعوديون، والكشافة، ورجال الدفاع المدني، والفرق الإسعافية والخدمات الطبية، لتقديم الخدمات الضرورية. وهي جهود وبذلٌ أتاح للسعودية أن تتقدم بلدان العالم قاطبة في مجال إدارة وتنظيم الحشود، في تجارب أضحت تدرس في الجامعات العالمية والمعاهد المتخصصة.