صورة توضح موقع الاستراحة المعزولة عن المباني. (تصوير: ماجد الدوسري)
صورة توضح موقع الاستراحة المعزولة عن المباني. (تصوير: ماجد الدوسري)
الاستراحة من الخلف. (تصوير: ماجد الدوسري)
الاستراحة من الخلف. (تصوير: ماجد الدوسري)
-A +A
منصور الشهري (الرياض) mansooralshehri@
تكشفت لـ«عكاظ» معلومات جديدة حول الانتحاريين اليمنيين أحمد ياسر الكلدي وعمار علي محمد، اللذين كانا يستعدان لتنفيذ عمليتين انتحاريتين إرهابيتين ضد مقرين تابعين لوزارة الدفاع بالرياض. إذ تبين أن الاستراحة التي كانا يختبئان بها كانت وكرا مؤقتا لتكون منطلقا لتنفيذ عملياتهما الانتحارية، وكانا يتلقيان التدريب على ارتداء الحزامين الناسفين وتفجيرهما. ونجحت «عكاظ» في الوصول للوكر الذي يبعد عن وسط العاصمة ما يقارب 45 كيلو مترا ويقع شمال شرقي العاصمة بحي الرمال.

وكشف موقع الوكر بأن العناصر الإرهابية أو الوسيط المستأجر لهما اختار موقع الاستراحة بعناية عالية، إذ حرصا على اختيار الموقع في مخطط عمراني حديث لا تكثر به المباني. وتبين من خلال الجولة بأن الموقع معزول وغير ملاصق لأي مبنى آخر إلى جانب قربه من ثلاثة مواقع حيوية، أحدها مقر عسكري ومجمع سكني خاص.


وعلمت «عكاظ» بأن من قام باستئجار الوكر الإرهابي (الاستراحة) وسيط سعودي عمل على تهيئته كمقر للانتحاريين، إذ مضى على استئجار الاستراحة أقل من شهرين، وهي مكونة من قسمين وقام الوسيط باستئجار كامل الاستراحة ودفع إيجارها مقدما لمالكها عبر عقد إيجار.

وبحسب حارس الاستراحة المجاورة (باكستاني) لـ«عكاظ»، فإن الحركة في الاستراحة كانت شبه نادرة غير أنه كان يشاهد شخصا واحدا يأتي للاستراحة بشكل أسبوعي في فترات المساء.

يشار إلى أن رجال الأمن في رئاسة أمن الدولة عثروا خلال مداهمة الوكر الإرهابي على حزامين ناسفين (يزن كل واحد منهما سبعة كيلوغرامات)، بالإضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع، وأسلحة نارية وبيضاء. وكانت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب بالسعودية تمكنت من التوصل عبر ضرباتها الاستباقية لسبعة معامل لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة التابعة لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ما بين ديسمبر 2014 حتى يناير 2017، وتوزع مواقع تلك المعامل في كل من منطقتي الرياض والقصيم ومحافظة جدة.

وشهدت السعودية منذ ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي 14 عملية إرهابية، استخدم فيها الحزام الناسف، وذلك من أول عملية شهدتها المملكة في مايو 2015؛ تسعة منها كانت في مساجد في الشرقية ونجران وعسير، فيما كان أحدها عملية فاشلة في مواقف مستشفى سليمان فقيه بمحافظة جدة، إضافة لتفجير إرهابي لنفسه في يوليو 2016، (شهر رمضان العام الماضي 1437هـ)، أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشريف، وقيام انتحاريين آخرين تفجير نفسيهما خلال مداهمة رجال الأمن لهما في استراحة حي الحرازات بمحافظة جدة في 22 يناير 2017، وفي يونيو الماضي 2017 (28 رمضان 1438هـ) فجر انتحاري نفسه في منزل مكون من ثلاثة أدوار بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام بعد محاصرته من قبل رجال الأمن، ونتج عن تفجيره لحزامه الناسف مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله، إذ كان يعتزم تنفيذ عملية إرهابية تستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين.