-A +A
يتطلع الجانبان السعودي والروسي للزيارة التي سيبدأها (الخميس) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا. وهو تطلع يعزى إلى عدد من المبررات المنطقية. في صدارتها أن الملك سلمان سيكون أول عاهل سعودي في قصر الكرملين التاريخي في موسكو. وهو إيذان بالانتقال بالعلاقات مع روسيا لمرحلة جديدة من التعاون المكثف، والمصالح المشتركة. كما أن السعودية وروسيا نجحتا في إقامة تعاون اجتاز جميع اختبارات التحمل، من أجل إعادة الاستقرار لسوق النفط، من خلال الاتفاق بين السعودية والدول المنتجة للنفط داخل منظمة أوبك والدول المنتجة خارج أوبك، وأبرزها روسيا التي تضررت بشدة من تهاوي أسعار النفط. ويأمل البلدان بأن تسفر زيارة الملك سلمان لموسكو عن تعاون بناء في مجالات الطاقة، والطاقة البديلة. وكشف وزير النفط الروسي الإكسندر نوفاك أمس أن الجانبين سيخصصان صندوقاً لمشاريع تعاونهما، بما قيمته 10 مليارات دولار، منها مليار دولار للتعاون في مجالات الطاقة. كما أن روسيا تأمل بدور للخبرة والأموال السعودية في ثرواتها الطبيعية في سيبريا. ولا شك بأن زيارة الملك سلمان لموسكو ستمثل ذروة نجاحات الدبلوماسية السعودية القادرة على توثيق الصلات مع جميع دول العالم، في ضوء المصالح المشتركة، والفوائد المنظورة للتعاون مع تلك الأمم. وسيكون من أهم الملفات في محادثات الجانب السعودي في موسكو إيجاد سبيل لحل الأزمة السورية، بما يحقق رغبات الشعب السوري، ويهيئ عودة مهجريه ولاجئيه ونازحيه لمدنهم وقراهم، ليشاركوا في إعادة إعمار بلادهم. كما أن التعاون في ملف الإرهاب يهم روسيا التي عانت ولا تزال تعاني من هجماته الدامية.