المصلون يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الحرام أمس. (واس)
المصلون يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الحرام أمس. (واس)
-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة)OKAZ_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أن المعلمين والمعلمات مسؤوليتهم عظيمة، والأمانة الملقاة عليهم جليلة، ودعاهم في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام بقوله: كونوا مصابيح هدى، تستنير بها عقول تلاميذكم، وازرعوا فيهم حب دينهم وأوطانهم، وولاة أمرهم وعلمائهم، وكونوا سدا منيعا أمام أسباب التطرف والغلو، والمجونة والرعونة.

وأضاف: تقدير المعلم له أثر عظيم في نفوس التلاميذ، فلنغرس في قلوب أبنائنا تقدير المعلم وإجلاله، فالأدب مفتاح العلم، ونحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم، وعلى هذا سار سلفنا الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما كان يأخذ بخطام ناقة معلمه زيد بن ثابت رضي الله عنه ويقول: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا.


وقال: رفع الله تعالى مكانة العلم وأهله، وعظم منزلتهم، وأعلى شأنهم، لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)، كما كان صلى الله عليه وسلم في تربيته وتعليمه سمحا رفيقا، ميسرا مبشرا. لافتا إلى أنه كلما كانت البيئة التعليمية آمنة استطاع طالب العلم أن يفصح عن جهله وعدم معرفته دون خوف أو خجل، وكلما كان المعلم متأسيا بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقدوة حسنة في الخير، كان أعظم أثرا في تلاميذه.

وأكد أن المعلم الناجح، والمربي الحاذق، من يراعي في تعامله مع تلاميذه اختلاف أحوالهم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي أحوال أصحابه، فيوصي كل إنسان بما يناسبه، فهذا يوصيه بتقوى الله وحسن الخلق، وآخر بعدم الغضب، وثالث بأن لا يتولى أمر اثنين، بطريقة لطيفة رقيقة.

وبين المعيقلي أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في معالجة الأخطاء منهج فريد، يبين مواضع الزلل، ويحفظ كرامة الناس دون تشهير أو تعنيف، فيقول «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا»، ولم يضرب صلى الله عليه وسلم بيده أحدا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم لله عز وجل، مؤكدا أن المربي الناجح هو الذي يوظف جميع الطاقات، فيربي الأبناء والبنات على تحمل الأعباء والقيام بالمسؤوليات، ويبث فيهم روح المشاركة والعطاء، والتشييد والبناء، ليكونوا لبنة صالحة في أوطانهم.

وأوصى بالاقتباس من ميراث النبوة، وأن نحذو حذوه صلى الله عليه وسلم في تعليمنا وتربيتنا، لأبنائنا وبناتنا فما أحوجنا إلى منهج ذلك المعلم الأول، الذي أحيا الله به القلوب، وأنار به العقول، وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور.

وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم أن دين الإسلام دين شامل لجميع تعاليم الحياة، صالح لكل زمان ومكان، وفي أحكامه استقامة أمر الدنيا والآخرة وسعادة البشرية، يدعو للسلام ويكفل الرحمة بين الخلق ويهدي في كل أمر للتي هي أقوم، من تمسك به فاز وعز ومن فرط فيه خسر نفسه.

وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد النبوي: «إن السلام اسم لله تعالى، شامل جميع صفاته دال على تنزيه الرب وتقديسه وبراءته من كل عيب، وتعاليه عما لايليق بجلاله وكماله وعظمته»، مشيراً إلى أن من أراد الأمن والسلام في نفسه وأهله ومجتمعه فعليه بدين الإسلام، فعقائده وشرائعه أمن وسعادة وأنس واطمئنان، مضيفاً كلما زاد تحقيق الإسلام في مجتمع عم فيه الأمن والسلام.