على الرغم ما رسخ في أذهان المجتمع من وجود قطيعة بين الدين والفن وتحريم بعض الدعاة لبعض أنواعه، إلا أن وزارة العدل غيرت هذه النظرة باقتحامها ستار المسرح لتقدم لحضور حفل تدشينها للمحاكم التجارية في الرياض أمس، مشهدا مسرحيا من التراث القضائي لتسليط الضوء على نشأة القضاء في المملكة واستقلاليته.
ويرى مراقبون أن دعاة سابقين أفتوا على أن التمثيل نوع من أنواع الكذب والزور بغض النظر عما إذا كان خاليا من المنكرات وخلاف ذلك، في حين يرى آخرون جوازه للمصلحة بشرط انتفاء المنكرات، بحسب فتاواهم المدونة في مواقع الإنترنت الخاصة بهم.
وزارة العدل وبحضور عدد كبير من القضاة لمناسبة تدشين المحاكم التجارية أقدمت على هذه الخطوة غير مكترثة بجدليتها بين الدعاة، وبتلك النظرة المترسخة عن التمثيل المسرحي متجاوزة بذلك الكثير من الخطوات والنظرات التي جعلت من هذه المسألة أم القضايا التي لايمكن التفاوض حولها أو النقاش فيها.
وفي المقابل تبرز آراء فقهية تجيز التمثيل المسرحي وإن كان أغلبها صادرة من علماء متأخرين، وعلى الرغم من ذلك فقد حصرت هذه الآراء في صور معينة كأن تكون خالية من المنكرات ولهدف يحقق المصلحة العامة، في حين أن وزارة العدل قدمت حفلها بطريقتها الخاصة في تسخير المسرح لتقديم صورة مختصرة وغير تقليدية عن التراث القضائي في صورة لم تمر دون أن تثير نقاشات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي كقضية مثيرة للجدل في الأوساط الشرعية الدينية بشكل خاص.