نظم مركز الدراسات الأوربية بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية حلقة نقاش بعنوان (رؤية نرويجية لنظام أمني جديد في الشرق الأوسط)، وكان المتحدث الرئيسي فيها المستشار في وزارة الخارجية النرويجية توغر فاركوفت، وشارك فيها المدير العام للمعهد الدكتور عبدالله بن حمد السلامة وعدد من منسوبي وزارة الخارجية وأكاديميين من داخل المعهد وخارجه، إضافة إلى باحثين ومهتمين والدارسين في المعهد.
وفي البداية رحب المدير العام للمعهد الدكتور عبدالله بن حمد السلامة بالحضور، مشيراً إلى أن هذه الحلقة تعقد بناء على توجيه من وزير الخارجية عادل الجبير، كما أنها تندرج في إطار جهد المعهد الفكري والبحثي لتتبع التطورات الاقليمية والدولية، ثم تولى المشرف على مركز الدراسات الأوربية في المعهد الدكتور أسعد الشملان إدارة حلقة النقاش مبتدئاً بتقديم تعريف بالمحاضر والأعمال التي أنجزها في حياته العملية ومسيرته العلمية والعملية.
وبدأ الدكتور توغر فاركوفت بتقديم عرض لرؤيته المتمثلة في إمكانية قيام نظام أمني جديد في منطقة الشرق الأوسط يقوم على مفهوم (الأمن التعاوني).
وقال فاركوفت إن دول المنطقة بإمكانها الاستفادة من التجربة الأوربية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وهي تجربة نقلت أوربا من كونها ساحة للصراع والمنافسة بين دول القارة إلى علاقات تعاون أمني جماعي أبرز سماتها الانحسار التدريجي للتوتر وتعاظم التعاون بين دول المجموعة الأوربية.
وأضاف فاركوفت أنه على الرغم مما يبدو أنه ابتعاد لمنطقة الشرق الأوسط عن بلوغ ما يفترضه (مفهوم الأمن التعاوني)، إلا أنه يرى أن هناك بوادر باتجاه إمكانية البدء في التفكير في انتهاج هذا المفهوم ليكون بديلاً عن المفاهيم السائدة القائمة على مفهوم ميزان القوى.
كما أعرب فاركوفت عن اعتقاده المبني على خبرته الدبلوماسية داخل المملكة عندما كان يعمل دبلوماسياً في البعثة النرويجية في المملكة عامي 2008 و 2009، أن الدبلوماسية السعودية بما تتمتع به من إرث يزخر بجهود الوساطة والسعي للحلول السلمية لأزمات المنطقة، قادرة على أن تنقل المنطقة في هذه الحقبة الصعبة نحو أفق جديد تتجاوز به دول المنطقة حالة التوتر والصراع القائمة حالياً إلى حالة تتسم بالسلم والهدوء والاستقرار.