يعد نجاح القمة السعودية العراقية في الرياض (الأحد)، بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون، تتويجاً لحلم كل عربي مخلص بأن يعود العراق إلى حضنه العربي، بعدما تشعبت به السبل إثر الغزو الأمريكي في 2003، انتهاء بقرار الرئيس السابق باراك أوباما سحب القوات الأمريكية من العراق ليهدي أرض الرافدين لقمة سائغة للنفوذ الإيراني. ولا شك في أن إضفاء الدفء على العلاقات السعودية العراقية، بعد سنوات من القطيعة، والفتور، هو أمر لا توجبه المصالح المشتركة للبلدين والشعبين فحسب، بل توجبه الأخوة، والعلاقة الأزلية بين البلدين، وروابط الدين واللغة، ومشتركات التاريخ والجغرافيا. وبموجب محضر الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، فإن حدود البلدين سيعاد فتحها بالكامل، وستستأنف رحلات الطيران السعودي للعراق، وستفتح أبواب كبيرة لاستثمارات مشتركة في صدارتها درس جدوى مشروع الربط الكهربائي المشترك، وإقامة مناطق للتبادل التجاري. ويستتبع ذلك منطقياً أن ينشأ عن ذلك التفعيل للقواسم المشتركة تنسيق وتشاور سياسي، خصوصاً أن المنطقة بأسرها، وليس العراق والسعودية وحدهما، تواجه تحديات معقدة، يتصدرها الإرهاب والتطرف، والمطامع الأجنبية التي تتربص بالمنطقة، والحروب المستعرة الأوار في محيط البلدين. وهي تحديات أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنها لن تمكن مواجهتها إلا بالتنسيق التام، وهو بلا شك ما يمطح إليه البلدان حقاً.