-A +A
عبدالله الغامدي (الرياض) aalghamdi@
حسم وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى سوء استغلال وتنفيذ برنامج «فطن» في المرحلة الماضية، بإيقاف برامجه والخطة التشغيلية فورا، وحل هيكله التنظيمي، موجها المدير العام للبرنامج الدكتور سعد بن عبدالله المشوح بإعادة تشكيل هيئة مركز الاستشارات للبرنامج، على أن يطبق البرنامج بشكل جديد بدءا من الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي. وكشفت مصادر مطلعة لــ«عكاظ» أن إيقاف البرنامج جاء بعد مراجعات دقيقة تمت خلال الأسبوعين الماضيين، كشفت وجود خلل في الهيكل التنظيمي للبرنامج، إذ كان -حسب المصادر- عبارة عن تنظيم وظيفي إخواني يستخدم لتنظيمات فكرية.

وأوضحت المصادر أن جميع المشرفين والمنسقين والميسرين والسفراء والمدربين والقادة الذين يصل عددهم لأكثر من 700 موظف وموظفة تقرر الاستغناء عنهم بشكل كامل من برنامج «فطن»، وإعادتهم لأعمالهم للاستفادة منهم في سد العجز في الميدان التعليمي، كما ستتم إعادة المشرفين الذين يعملون في الإدارة العامة للبرنامج إلى إدارات التعليم التابعين لها، وبعد ذلك سيعاد بناء البرنامج بموظفين وكوادر جديدة، لافتة إلى أن الإعفاءات لجميع العاملين هي بسبب عدم حاجة العمل، إذ كان هناك هدر وظيفي، ففي إدارات التعليم البالغ عددها 46 إدارة تعليم يوجد 138 مشرفا ومنسقا وميسرا، يقابلهم العدد نفسه في الأقسام النسائية.

ولفتت المصادر في ما يتعلق بمستحقات العاملين سابقا إلى أنه «كل إدارة تعليم تتولى صرف مستحقات من عملوا في البرنامج»، مبينة أن جميع من عملوا فيه لم يعملوا بالمجان بل كانوا يحصلون على تذاكر وانتداب وامتيازات ليست للآخرين. وكشفت المصادر أنه تم رصد 70 مليون ريال للبرنامج، وهناك هدر مالي في الدورات والبرامج دون أن يكون هناك أثر ملموس أو نتائج مرجوة، وكان يجب استثمار هذه الأموال في وجهها الحقيقي لأهداف سامية لتعديل الاتجاهات الفكرية لدى المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.

وأضافت المصادر: «تم قبل يومين إيقاف ورشة عمل في جدة بقيمة 450 ألف ريال بعنوان «أعماق الطفولة»، وكان ما يتم في الورشة هو تعليم الأطفال كيف يرسمون، كما تم إيقاف دورة ثانية لناد صيفي بـ400 ألف ريال».

وكشفت مصادر «عكاظ» عدد البرامج في السابق التي كانت تتراوح ما بين 180 إلى 200 برنامج وورشة عمل ومحاضرة، وجميعها لم تدرس ولم تحكم ولم يعرف محتواها، وتسند لمراكز وأشخاص ليس لديهم أية خبرة عملية، ولم تقرأ مفرداتها. وأشارت مصادر «عكاظ» إلى أن الخطة التشغيلية والتنظيمية والهيكل التنظيمي التي ألغيت جميعها تشمل البرامج التي تم وضعها لمدة عام دراسي، إذ كانت هذه البرامج مجرد مسميات بلا حقائب وكانت معتمدة، وأنه بعد مراجعة محتواها وجد أنها لا تصلح أبدا فتم إيقافها. وقالت المصادر إن العمل بدأ لإعادة هيكلة البرنامج من جديد، وسيعتمد في المستقبل على المرشدين الطلابيين، ورواد النشاط، ورواد التوعية الإسلامية في المدارس، وأنه لم يعد لدى البرنامج حاجة لتوظيف أشخاص للقيام بأعمال البرنامج، وسيكون دوره تقديم المبادرات، وتقوم وزارة التعليم بتنفيذها.

البرامج الجديدة.. مجازة فكرياً ومن «العلماء»

شددت المصادر لـ «عكاظ» على أن البرامج الجديدة يبدأ تنفيذها مع الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، سيتم بناؤها خلال فترة من أربعة إلى ستة أشهر، وفقا للمتطلبات الفكرية للطلاب في المؤسسات التعليمية، وستحدّث البرامج الفكرية بناء على لجان علمية تحكم محتوى هذه الحقائب، ومن ثم تعرض على هيئة كبار العلماء، قبل اعتمادها وعرضها في الميدان.

وبينت المصادر أنه تم تشكيل لجان من المستشارين من الجامعات والمؤسسات التعليمية ومن الميدان ممن لديهم خبرة، وبعض ممن عملوا في «فطن» لمدة عام كامل، لتقويم البرامج وتحديد حاجة الميدان ومن ثم بناء الحقائب والتي سيتم عرض كل حقيبة على محكمين كما سيتم عرض الحقائب التي تعنى بالنواحي الفكرية والدينية على هيئة كبار العلماء، كما سيتم عرض الحقائب المعنية بالسلوك والمعرفة على المختصين بالنواحي السلوكية والمعرفية، وكذلك الحقائب الموجهة لتنمية المواطنة، وهذا يعني أن كل حقيبة ستطرح لابد أن يكون محتواها واضحا ومعروفا، بعكس الفترة السابقة والتي كانت تسند لمراكز تدريبية تتعاقد معها جهات أخرى ليس لدى الوزارة علم بها.

وستكون البرامج والخطط مركزة ومحصورة وليست بهذا الكم الموجود حاليا من البرامج والانشطة، إذ سيتم الاكتفاء بتنفيذ ثلاثة برامج للطلاب والطالبات وثلاثة برامج للمعلمين والمعلمات في كل فصل دراسي.