شارع كيرلا المشهور ببريدة ويعتبر نقطة تجمع العمالة الآسيوية. (عكاظ)
شارع كيرلا المشهور ببريدة ويعتبر نقطة تجمع العمالة الآسيوية. (عكاظ)




يوسف السديري
يوسف السديري
تحويلات متعددة خنقت شرايين وطرق بريدة
تحويلات متعددة خنقت شرايين وطرق بريدة




احمد المشيقح
احمد المشيقح
طريق الملك عبدالله ينتظر انفراجة
طريق الملك عبدالله ينتظر انفراجة




عمر الصقري
عمر الصقري




غياب الرقابة أدى لتحويل البيوت القديمة مساكن ومخازن خاصة للعمالة.
غياب الرقابة أدى لتحويل البيوت القديمة مساكن ومخازن خاصة للعمالة.
IMG_1376
IMG_1376
-A +A
عثمان الشلاش (بريدة)
لم يعد وسط مدينة بريدة ــ العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم ــ مكانا لسكن المواطنين من العوائل القديمة التي كانت تسكن فيها، خصوصا بعد التمدد العمراني للمدينة في كل الاتجاهات، وباتت الأحياء التي تتوسط بريدة ــ كالخالدية والإمارة والتغيرة والنازية والسادة وشارع الوحدة الشهير إضافة للأحياء الملاصقة لشارع الخبيب سابقا الملك عبدالعزيز حاليا وما يسمى بشارع الخالدية وشارع (كيرلا) ــ تؤوي أكبر تجمع للعمالة الوافدة بمنطقة القصيم لتبدو أكثر عشوائية وفوضى ويزداد فيها الوضع سوءا كلما تقادمت السنون، إذ يلاحظ أي زائر الأزقة الضيقة والمطاعم غير النظيفة واختلاط المأكولات بالنفايات، ومساكن للعمالة دون رقابة وأسواقا منتشرة في كل مكان تباع فيها بضائع مجهولة المصدر، وساحات للتحميل والتنزيل، وأكلات تخص العمالة الوافدة تجوب الشوارع وتنقل بطريقة غير آمنة وصحية ومصانع تقوم بإعداد الأكل والمطهرات وتباع في الأسواق، وفوضى موجودة في كل مكان.

الخدمات بطبيعة الحال غير مهمة لساكني تلك الأحياء المهجورة من قبل أهلها، فالمكسب هو الأهم، فيما الشوارع تشعر وأنت تتجول بها وكأنك في إحدى مقاطعات إحدى الدول الآسيوية لما ينتمي له أغلبية السكان فيها إضافة لعدد من الجنسيات العربية.


ولم تكن المنطقة سابقا ــ خصوصا الخالدية ــ سوى سوق تجارية يجتمع فيها العمالة للتسوق من محلات الملابس والأجهزة الإلكترونية إضافة لتناول الأكلات الخاصة ببلدانهم عبر المطاعم الموجودة والتي لم تعد اليوم تجد الاهتمام والمراقبة من المسؤولين في أمانة منطقة القصيم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن شرياني؛ بريدة طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله، يعانيان من تعطل عدد من الجسور، إضافة إلى نقص الخدمات في بعض الأحياء.

لن نقيم أبدا

من جهتهم، يعترف الوافدون القاطنون تلك الأحياء أنهم لا يكترثون لوجود الخدمات رغم سوء المنطقة، ويعترف شاهير أحمد (عامل آسيوي) في محل لبيع الحلويات صادفته عدسة «عكاظ» وهو ينقل الحلويات من المصنع المخصص لإعداد الحلويات إلى محل البيع، يقول شاهير: لا نهتم بمستوى الخدمات المقدمة لنا في شارع الخالدية، ونعرف أن الأحياء التي نسكنها سيئة لكن هذا لا يهم؛ لأننا لن نقيم هنا دائما حضرنا للعمل وبعدها سنغادر ولن نأخذ الخدمات معنا، مؤكدا أنه ينقل الحلويات بين الأزقة دون وجود رقابة من البلدية ويتم بيعها في المحل، والأمور تسير في كل الأحياء بنفس الطريقة دون متابعة أو رقابة، نعيش ونشتري ونبيع وحياتنا طبيعية.

نقل فوضوي

أثناء جولة «عكاظ» وجدنا إحدى سيارات التحميل «دينّا»؛ إذ يقوم بعض العمالة بتحميل بضائع وأجهزة كهربائية، مؤكدين أنهم تابعون لمكتب خاص لنقل العفش من خارج السعودية إلى بعض الدول العربية، والعملية تتم دون رقابة، وفِي منطقة مكشوفة يقول السائق محمد على رشاد: نعمل هنا حيث يتم جمع العفش من أثاث وأجهزه كهربائية قديمة وجديدة ويتم تنظيمها داخل السيارة إلى بعض الدول العربية بإشراف مكتب، لكن دون مكان مخصص لجمع العفش بل في الشارع كما ترى، نستغل هذه الأرض الفضاء لجمع وتحميل العفش.

بطء العمل

من جانبه، يتحدث المواطن يوسف السديري عن وضع أحياء بريدة، خصوصا منطقة وسط بريدة والتي توجد بها العمالة، مؤكدا حاجتها إلى إعادة نظر ورقابة كبيرة على سكن العمالة وعملهم داخل هذه الأحياء، خصوصا مناطق شارع الخالدية وشارع الملك عبدالعزيز ومعظم الأحياء التي تسكنها العمالة، وتابع: هناك نقطة مزعجة جدا في بريدة وهي تعطل بعض الجسور والطرق، فحين استبشرنا خيرا بشارع الأمير فيصل بن مشعل «الثمانين»، والذي يعتبر أحد الشرايين المهمة في بريدة؛ إذ يربط شمال بريدة بجنوبها وبطريق الملك فهد غربا وشرقا، سرعان ما بدت التحسينات التي انطلقت قبل أكثر من ثلاث سنوات بضعف عمل الشركة المنفذة، وأصابنا الملل واليأس ونحن ننتظر افتتاحه؛ إذ يسير العمل ببطء شديد، حتى أن البعض يفضّل سلك طريق آخر بسبب التعقيدات والتحويلات والحواجز الخرسانية المنتشرة على جنبات الطريق والتي تسببت في تلفيات للمركبات، لذا نأمل من وزارة النقل حث الشركة المنفذة على سرعة الإنجاز.

إعادة تأهيل

فيما يؤكد عمر الصقري أنه بالنسبة للمنطقة المركزية في بريدة والتي تنتشر فيها العمالة الوافدة، فبلا شك أنها تنتظر ما يشبه إعادة تأهيل من قبل أمانة منطقة القصيم لإنهاء حالة الفوضى الحالية والمتمثلة في وجود مخازن تستخدمها العمالة لتخزين البضائع وهي بلاشك مجهولة، خصوصا أن بعض ما يتم تخزينه عبارة عن أطعمة، مقترحا فرض رقابة صارمة عليها وعلى سكن العمالة والتي تعد أحد أكبر المشكلات التي نعانيها، وتابع الصقري: شوارع مدينة بريدة تزدحم بالحواجز الخرسانية، خصوصا طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله وشارع الأمير فيصل بن مشعل الذي تعطل فيها الكوبري المتقاطع مع طريق الملك فهد، لأكثر من ثلاث سنوات، ما شكل معاناة للأهالي؛ إذ أصبح السير في شوارعها معقدا.

بريدة مظلومة

وأوضح أحمد بن سليمان المشيقح أن بريدة تعتبر المدينة المظلومة بسبب تأخر مشاريعها أو توقفها بعد البدء فيها، فطريق الملك عبدالله رغم أن العمل فيه قائم ومستمر إلا أنه ضعيف جدا ويسير بشكل بطيء جدا لدرجة ضايقت الأهالي مع انتشار الحواجز الخرسانية في كثير من الطرق الرئيسيّة، وبالنسبة للمنطقة المركزية في بريدة رغم تحسن وضعها، إلا أنها تحتاج إلى لفتة من قبل أمانة منطقة القصيم، خصوصا شارع الخالدية والتي تنتشر فيه العمالة بشكل كبير يشوّه قلب المدينة، وللحق كانت هناك حملة لتنظيف تلك الأحياء من المخالفين، لكنها غير كافية أيضا ونحتاج الى إنهاء الدائري الداخلي لمدينة بريدة، والذي سيقلل من الازدحام داخل بريدة ويفك من الاختناقات المرورية، وننتظر من أمانة منطقة القصيم أيضا تحسين مداخل مدينة بريدة بما يليق بمكانتها.

العمل جار

في سياق متصل، أوضح لـ «عكاظ» مدير فرع وزارة النقل بالقصيم محمد الحميدي الشمري ــ حول ما ذكر ــ أن جسر تقاطع طريق الأمير فيصل بن مشعل مع طريق الملك فهد يجري العمل فيه ولَم يتوقف، إضافة إلى سريان العمل بكافة المشاريع الخاصة بالنقل مما تم اعتماده، وجار مراقبة العمل عن كثب وسط تنسيق مع الجهات الأخرى ونسعى للانتهاء من كل المشاريع في وقتها، حتى لا تظهر المشكلات في ما يخص الحركة المروية وحركة النقل بشكل عام في منطقة القصيم.