عقود تمضي بتطوراتها وإعمارها، ويأبى ذلك الازدهار محاكاة «الجنينة»، ذلك المركز الكبير الذي يضم العديد من القرى والهجر، وتسكنه قبيلة أكلب العريقة والواقع على بعد 45 كم تقريبا شمال بيشة، والممتد تأسيسه منذ عام 1410هـ، ويقطنه قرابة 10 آلاف نسمة ويعد بوابة الجنوب على نجد، إذ يعتبر نهاية حدوده الإدارية نهاية حدود عسير والجنوب كافة وبداية نجد.
كل ذلك لم يشفع للجنينة مواكبة التطور والنمو الاقتصادي والعمراني، في ظل ما تصرفه الدولة من ميزانيات ضخمة لكافة المدن والمراكز والقرى، إلا أن الاهتمام غاب هنا عن مشهد التطور والتجديد في كافة الأصعدة.
سوق بلا هوية
يقول فهاد زيد منفور إن سوق الجمعة الشعبية بالجنينة تعد من الأسواق المشهورة منذ الأمد، ويرتادها العديد من الباعة والمشترين، إذ تعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة نظرا إلى شهرتها ووقوعها بالقرب من المحافظات والقرى المجاورة، لكنها للأسف الشديد تئن كثيرا لافتقادها هوية السوق الشعبية المتطورة، فلا مداخل ولا مخارج لها، وتفتقر للنظافة والاهتمام من قبل البلدية، والباعة ليس لهم مكان يحميهم من حرارة الشمس والرياح الشديدة والغبار، فالبعض عمل أعشاشا وغرفا من الصفيح في ظل غياب تام للخدمات التي تحتاجها كل سوق.
معاناة طريق الرين
فرحة أهالي الجنينة بقرب موقع طريق (الرين ـ بيشة) من مركزهم لم تكتمل، إذ قال عبيد السعدي إن سفلتة هذا الطريق الواقع شرقا والبالغ طوله 9 كم لم تتم حتى الآن مع حيويته، إذ ترتاده الكثير من المركبات على مدار الساعة، وتكمن المعاناة في وجود الحفر والتعرجات، ناهيك عن الغبار والأتربة المتطايرة التي تسبب تلوثا بيئيا. وأضاف سعود السعدي أن الحوادث التي يشهدها طريق الرين على مقربة من حدود الجنينة الإدارية تستدعي وجود الشرطة لمباشرة الحوادث، فالطريق يتسبب في الكثير من المتاعب وتلفيات للسيارات والآليات والتأخر في الزمن مما يؤخر وصول رجال الأمن إلى موقع الحادثة، إضافة إلى تأخر نقل المصابين ما يجعل حياتهم مهددة بالخطر.
السد حاجة ضرورية
يكتسب موقع الجنينة أهمية كبيرة، لمرور أهم الروافد المائية من خلاله والمتمثلة في وادي بيشة وتبالة، إذ يعول عليهما الأهالي عند جريانهما وهما المصدر الوحيد والرئيسي المزود للآبار الجوفية.
ويعتري التخوف ظافر السعدي كغيره من أهالي الجنينة من نضوب المياه الجوفية وافتقار المركز لمصادر أخرى للمياه، إذ يطالب بإقامة سد على ممر الواديين وتحديدا عجمة «ثملا» وهو مضيق لا يتجاوز 10م، والذي يغذي مورد عقيلان ودويرج وبهاج وبرود وشرهان، وأضحى بناء السد أمرا ملحا وضروريا لحفظ المياه وزيادة المخزون الجوفي وعودة الزراعة في أماكن كثيرة من الجنينة بعد أن ترك الأهالي الزراعة بسبب التصحر وعدم وجود الماء.
آثار تاريخية مهملة
من جهته، يؤكد سعود السعدي أن الجنينة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود لمئات السنين، ولو كان هناك اهتمام من قبل السياحة في بيشة بتلك الآثار لأصبحت الجنينة رافدا قويا للسياحة، ومن أبرز تلك الآثار قرية الجنينة التراثية التي تقع في الشمال الشرقي من وادي بيشة العملاق، وتعد قرية الجنينة أقدم القرى، يعود تاريخها إلى الدولة السعودية الأولى سنة ١١٥٧هـ وهي عبارة عن عدة بيوت طينية متلاصقة محاطة بسور طيني واحد من جميع الجهات ولها باب واحد يسمى (فم الدرب)، كما يميز هذه القرية حصونها القوية والعالية لحمايتها يسمونها آنذاك (المساهر).
فيما ذكر شارع محمد بن حنيف أنه عاش في هذه القرية التراثية، مستذكرا عندما كان شابا أنه شهد زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله سنة ١٣٧٣هـ لمنطقة بيشة آنذاك بدعوة من أمير بيشة محمد بن هديان وبعد زيارة الملك لبيشة، اتجه إلى قرية الجنينة وزارها وتفقد أهلها ودعمهم بالمعونات المادية وهي أول زيارة لعاهل سعودي للقرية، مضيفا أنها تحاكي كثيرا قرية الدرعية القديمة في تصميمها وكثرة مبانيها، ولازالت تقف شامخة رغم قسوة الزمن والمسؤول.
لا صرافات ولا بنوك
فيما يؤكد محمد عبيد افتقاد الجنينة ماكينة صراف آلي يوفر السيولة المالية لسكان المركز للوفاء بمستلزماتهم اليومية، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة للمراكز الأخرى معرضين أنفسهم لخطر الطريق، وأضاف أن هناك مئات الأشخاص من كبار السن، ومن العائلات مسجلين لدى الضمان الاجتماعي، ولدى مصلحة التقاعد والجمعيات الخيرية وخدماتهم مرتبطة بوجود أجهزة للصرف الآلي، وفي ظل غيابها تتضاعف معاناتهم، إذ يضطرون إلى التنقل إلى مراكز ومحافظات مجاورة لإجراء أي عملية مصرفية، مستغربا تجاهل البنوك المحلية لطلبات الأهالي على مدى السنوات السابقة، رغم أن العملية استثمارية واستقطاع رسوم إدارية وخدمية من العملاء وتصب لصالح البنوك.
كل ذلك لم يشفع للجنينة مواكبة التطور والنمو الاقتصادي والعمراني، في ظل ما تصرفه الدولة من ميزانيات ضخمة لكافة المدن والمراكز والقرى، إلا أن الاهتمام غاب هنا عن مشهد التطور والتجديد في كافة الأصعدة.
سوق بلا هوية
يقول فهاد زيد منفور إن سوق الجمعة الشعبية بالجنينة تعد من الأسواق المشهورة منذ الأمد، ويرتادها العديد من الباعة والمشترين، إذ تعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة نظرا إلى شهرتها ووقوعها بالقرب من المحافظات والقرى المجاورة، لكنها للأسف الشديد تئن كثيرا لافتقادها هوية السوق الشعبية المتطورة، فلا مداخل ولا مخارج لها، وتفتقر للنظافة والاهتمام من قبل البلدية، والباعة ليس لهم مكان يحميهم من حرارة الشمس والرياح الشديدة والغبار، فالبعض عمل أعشاشا وغرفا من الصفيح في ظل غياب تام للخدمات التي تحتاجها كل سوق.
معاناة طريق الرين
فرحة أهالي الجنينة بقرب موقع طريق (الرين ـ بيشة) من مركزهم لم تكتمل، إذ قال عبيد السعدي إن سفلتة هذا الطريق الواقع شرقا والبالغ طوله 9 كم لم تتم حتى الآن مع حيويته، إذ ترتاده الكثير من المركبات على مدار الساعة، وتكمن المعاناة في وجود الحفر والتعرجات، ناهيك عن الغبار والأتربة المتطايرة التي تسبب تلوثا بيئيا. وأضاف سعود السعدي أن الحوادث التي يشهدها طريق الرين على مقربة من حدود الجنينة الإدارية تستدعي وجود الشرطة لمباشرة الحوادث، فالطريق يتسبب في الكثير من المتاعب وتلفيات للسيارات والآليات والتأخر في الزمن مما يؤخر وصول رجال الأمن إلى موقع الحادثة، إضافة إلى تأخر نقل المصابين ما يجعل حياتهم مهددة بالخطر.
السد حاجة ضرورية
يكتسب موقع الجنينة أهمية كبيرة، لمرور أهم الروافد المائية من خلاله والمتمثلة في وادي بيشة وتبالة، إذ يعول عليهما الأهالي عند جريانهما وهما المصدر الوحيد والرئيسي المزود للآبار الجوفية.
ويعتري التخوف ظافر السعدي كغيره من أهالي الجنينة من نضوب المياه الجوفية وافتقار المركز لمصادر أخرى للمياه، إذ يطالب بإقامة سد على ممر الواديين وتحديدا عجمة «ثملا» وهو مضيق لا يتجاوز 10م، والذي يغذي مورد عقيلان ودويرج وبهاج وبرود وشرهان، وأضحى بناء السد أمرا ملحا وضروريا لحفظ المياه وزيادة المخزون الجوفي وعودة الزراعة في أماكن كثيرة من الجنينة بعد أن ترك الأهالي الزراعة بسبب التصحر وعدم وجود الماء.
آثار تاريخية مهملة
من جهته، يؤكد سعود السعدي أن الجنينة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود لمئات السنين، ولو كان هناك اهتمام من قبل السياحة في بيشة بتلك الآثار لأصبحت الجنينة رافدا قويا للسياحة، ومن أبرز تلك الآثار قرية الجنينة التراثية التي تقع في الشمال الشرقي من وادي بيشة العملاق، وتعد قرية الجنينة أقدم القرى، يعود تاريخها إلى الدولة السعودية الأولى سنة ١١٥٧هـ وهي عبارة عن عدة بيوت طينية متلاصقة محاطة بسور طيني واحد من جميع الجهات ولها باب واحد يسمى (فم الدرب)، كما يميز هذه القرية حصونها القوية والعالية لحمايتها يسمونها آنذاك (المساهر).
فيما ذكر شارع محمد بن حنيف أنه عاش في هذه القرية التراثية، مستذكرا عندما كان شابا أنه شهد زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله سنة ١٣٧٣هـ لمنطقة بيشة آنذاك بدعوة من أمير بيشة محمد بن هديان وبعد زيارة الملك لبيشة، اتجه إلى قرية الجنينة وزارها وتفقد أهلها ودعمهم بالمعونات المادية وهي أول زيارة لعاهل سعودي للقرية، مضيفا أنها تحاكي كثيرا قرية الدرعية القديمة في تصميمها وكثرة مبانيها، ولازالت تقف شامخة رغم قسوة الزمن والمسؤول.
لا صرافات ولا بنوك
فيما يؤكد محمد عبيد افتقاد الجنينة ماكينة صراف آلي يوفر السيولة المالية لسكان المركز للوفاء بمستلزماتهم اليومية، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة للمراكز الأخرى معرضين أنفسهم لخطر الطريق، وأضاف أن هناك مئات الأشخاص من كبار السن، ومن العائلات مسجلين لدى الضمان الاجتماعي، ولدى مصلحة التقاعد والجمعيات الخيرية وخدماتهم مرتبطة بوجود أجهزة للصرف الآلي، وفي ظل غيابها تتضاعف معاناتهم، إذ يضطرون إلى التنقل إلى مراكز ومحافظات مجاورة لإجراء أي عملية مصرفية، مستغربا تجاهل البنوك المحلية لطلبات الأهالي على مدى السنوات السابقة، رغم أن العملية استثمارية واستقطاع رسوم إدارية وخدمية من العملاء وتصب لصالح البنوك.