«أنا مافي خوف من موت»، جملة فضل المقيم الفلبيني داوود بالندون، التعبير بها عما بداخله، ليبرر سبب إقدامه على إنقاذ مسن احتجزته مياه الأمطار داخل مركبته في أحد شوارع حي أبرق الرغامة شرقي جدة، على الرغم من أن العشرات بقوا على ضفاف الشارع في خانة «المتفرجين».
ورغم أن مشهد الخوف من الغرق هو سيد الموقف في ذاك التوقيت، إلا أن بالندون لم يعره أي اعتبار، فألغت الإنسانية كل خوف، ليرتدي معطف الشجاعة، ويتوشح بقارب الرحمة، ويغوص في المياه، حتى وصل إلى المسن، فعرض ساعديه لتكون له قارب نجاة، فامتطاها المواطن، وداخله يفيض امتنانا لهذه الأيادي البيضاء، وتبدأ أقدام الفلبيني تضرب المياه قدما بعد أخرى، حتى وصل إلى ضفة السلامة، لتتراخى أقدامه وترتفع أقدام المواطن المحتجز على الرصيف، عندها شعر الفلبيني بالراحة النفسية وكفى.
لكن هناك من لم يكتف بهذه البطولة، فكان رصد الحدث عبر الهواتف المحمولة، هو الآخر يشع نبضا، إذ تطايرت الصورة ومقطع الفيديو من موقع الحدث لتملأ فراغات الإنترنت، وتحتل الصدارة.
قالوا ها هو المطر يتجدد، وشجاعة الشهيد الباكستاني فارمان الذي راح في حادثة سيول جدة عام 2009 بعدما ضحى بنفسه لإنقاذ الكثير من الأشخاص، تتجدد هي الأخرى. لكن هذه المرة نجا الفلبيني الشجاع، فاستحق وسام الشجاعة من الدرجة الأولى.
وفيما نجحت «عكاظ» في الوصول إلى مقره في الحي، لم يكن يتوقع بالندون أن يكون في قلب الحدث، لأن «كل ما فعلته انتهى».
هكذا صارحنا.
سألناه: ألم تخش الموت ولو للحظة واحدة، فجاءت الإجابة المباشرة بعفوية أيضا «مافي خوف من موت»، مضيفا أنه لم يحتمل رؤية شخص يغرق ولا يبادر بإنقاذه.
وأوضح أنه ما إن رأي الحدث، حتى لم يشعر بنفسه، وقال بلغة عرب آسيوية «أنا فيه عوم سيدا، وبابا انتظار، كلم هو اطلع سرعة، خوف موية تاني إيجي سرعة»، مبينا أنه ما أن عام ووصل إلى المركبة حتى دعا المحتجز إلى الصعود على يديه والتعلق به، ليوصله إلى الرصيف، خوفا من سيول قادمة يمكن أن تغمره.
واعترف الفلبيني أن هناك من حاول منعه من السباحة ليصل إلى المحتجز، مضيفا «هم كلام ما في روح، دفاع مدني إيجي سرعة، بس أنا خوف من موت نفر، هو فيه بابا».
واستغرب بالندون أن تنتشر شهامته سريعا من خلال مقطع فيديو تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه سمع الكثير من الإطراء والمدح وسط جيرانه في الحارة، لكنه اعتقد أن الأمر انتهى عند هذا الحد، خصوصا أنه لم يفعل شيئا يستحق التقدير -حسب رأيه- والخطوة التي بادر بها رغبة في إنقاذ المسن فقط.
بالندون الذي لم يكن حاضرا أحداث سيول جدة قبل ثماني سنوات، كان شاهدا على أحداث أمطار 2017، ليجد نفسه في مقر «عكاظ» التي وضعته في قلب صورة الحدث، داعية إياه لقبول تكريمه، فقبل على استحياء، مصرا على أن ما فعله هو واجبه كإنسان تجاه أخيه الإنسان.
وتبقى الصورة الناصعة؛ شخص يضحي من أجل شخص، وأناس يموتون من أجل إهمال أشخاص!.
ورغم أن مشهد الخوف من الغرق هو سيد الموقف في ذاك التوقيت، إلا أن بالندون لم يعره أي اعتبار، فألغت الإنسانية كل خوف، ليرتدي معطف الشجاعة، ويتوشح بقارب الرحمة، ويغوص في المياه، حتى وصل إلى المسن، فعرض ساعديه لتكون له قارب نجاة، فامتطاها المواطن، وداخله يفيض امتنانا لهذه الأيادي البيضاء، وتبدأ أقدام الفلبيني تضرب المياه قدما بعد أخرى، حتى وصل إلى ضفة السلامة، لتتراخى أقدامه وترتفع أقدام المواطن المحتجز على الرصيف، عندها شعر الفلبيني بالراحة النفسية وكفى.
لكن هناك من لم يكتف بهذه البطولة، فكان رصد الحدث عبر الهواتف المحمولة، هو الآخر يشع نبضا، إذ تطايرت الصورة ومقطع الفيديو من موقع الحدث لتملأ فراغات الإنترنت، وتحتل الصدارة.
قالوا ها هو المطر يتجدد، وشجاعة الشهيد الباكستاني فارمان الذي راح في حادثة سيول جدة عام 2009 بعدما ضحى بنفسه لإنقاذ الكثير من الأشخاص، تتجدد هي الأخرى. لكن هذه المرة نجا الفلبيني الشجاع، فاستحق وسام الشجاعة من الدرجة الأولى.
وفيما نجحت «عكاظ» في الوصول إلى مقره في الحي، لم يكن يتوقع بالندون أن يكون في قلب الحدث، لأن «كل ما فعلته انتهى».
هكذا صارحنا.
سألناه: ألم تخش الموت ولو للحظة واحدة، فجاءت الإجابة المباشرة بعفوية أيضا «مافي خوف من موت»، مضيفا أنه لم يحتمل رؤية شخص يغرق ولا يبادر بإنقاذه.
وأوضح أنه ما إن رأي الحدث، حتى لم يشعر بنفسه، وقال بلغة عرب آسيوية «أنا فيه عوم سيدا، وبابا انتظار، كلم هو اطلع سرعة، خوف موية تاني إيجي سرعة»، مبينا أنه ما أن عام ووصل إلى المركبة حتى دعا المحتجز إلى الصعود على يديه والتعلق به، ليوصله إلى الرصيف، خوفا من سيول قادمة يمكن أن تغمره.
واعترف الفلبيني أن هناك من حاول منعه من السباحة ليصل إلى المحتجز، مضيفا «هم كلام ما في روح، دفاع مدني إيجي سرعة، بس أنا خوف من موت نفر، هو فيه بابا».
واستغرب بالندون أن تنتشر شهامته سريعا من خلال مقطع فيديو تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه سمع الكثير من الإطراء والمدح وسط جيرانه في الحارة، لكنه اعتقد أن الأمر انتهى عند هذا الحد، خصوصا أنه لم يفعل شيئا يستحق التقدير -حسب رأيه- والخطوة التي بادر بها رغبة في إنقاذ المسن فقط.
بالندون الذي لم يكن حاضرا أحداث سيول جدة قبل ثماني سنوات، كان شاهدا على أحداث أمطار 2017، ليجد نفسه في مقر «عكاظ» التي وضعته في قلب صورة الحدث، داعية إياه لقبول تكريمه، فقبل على استحياء، مصرا على أن ما فعله هو واجبه كإنسان تجاه أخيه الإنسان.
وتبقى الصورة الناصعة؛ شخص يضحي من أجل شخص، وأناس يموتون من أجل إهمال أشخاص!.