السماء تمطر بغزارة بداية الشتاء على «جدة»، وتحت مطر «الرحمة» أناس خائفون يركضون بملابس مبللة، يسيرون بهدوء من وقع المطر وآثاره، أخذت الدموع مجراها على خد البعض، وتناثرت قبلات المطر..
تلك الأحداث، غيبت بعضهم عن الوصول إلى أعمالهم، منهم الزملاء «العكاظيون»، الذين ليس لهم إلا الوصول إلى مبنى الصحيفة للكتابة عن مثل ذلك الحدث..
قصص تكرر مثلها كثيرا في «أربعاء سيول جدة 2009»، و«كلاكيت» مرة ثانية في «ثلاثاء أمطار جدة 2017»، مواقف امتزجت فيها غصة «حزن» مع نبرة «غضب» برائحة مطر انتشرت في الأرجاء، ولحظات ممزوجة بالدعاء..
رئيس تحرير «عكاظ» (جميل الذيابي) اعتبر الوصول إلى مقر الجريدة صعبا، فطلب مساعدة الزميل (مكي عمر) للهروب بين شوارع جدة الممتلئة بالمياه..
الزميل (عمرو سلام) غادر منزله صباحا بفكر يقظ لالتقاط كل شيء بكاميراته عن «المطر»، حمد الله أن رعايته أنقذته من غرق مركبته «بيك أب»، وبالمقابل اصطدم بطفل سابح في أمواج المطر في شارع ببني مالك..
الزميلة (جمانة المطيري) لم ترد الغياب صحفيا عن مثل ذلك الحدث، اتصلت بسائقها الغارق في أحد الشوارع، فلم يستطع الحضور إليها، ما كان منها إلا محاولة الاستفادة من تطبيق «أوبر» أو «كريم»، وللأسف، كما تقول، جاءتها رسالة «لا توجد سيارة متوفرة حاليا»..
زميل ثالث حريص على الحضور مبكرا لتغطية ذلك الحدث (طاهر الحصري)، أراد أن يشبع رغبة صحفية داخلية في الوجود المبكر في مقر الصحيفة إلا أن الحال لم تسعفه، وقبلها لم يجد سيارة أجرة يستقلها للحضور، فاستعان بزميل آخر (صالح الزهراني)، ومع ذلك لم يصلا لموعدهما المعتاد.
تلك هي حال بعض «العكاظيين»، ساعات ركض داخل مقر الجريدة تحولت إلى خطوات سريعة، وهدير متحرك، لم يوقفه إلا تعطل شبكة أجهزة الحاسب الآلي، فأخذوا قسطا من الراحة لنصف ساعة، ليواصلوا بعدها عملا مرهقا حتى ساعات الصباح الأولى.
وتلخص قصة الفلبيني داوود بالندون في إنقاذه مواطنا احتجزته مياه الأمطار داخل مركبته في شارع حي أبرق الرغامة (شرق جدة)، الصورة الناصعة لشخص ضحى من أجل آخر.. تلك هي الإنسانية.. فكان تكريم «عكاظ» له.
وثمة قصص أخرى نقلت لمحرري «عكاظ»، مثل تلك الزوجة التي فضلت قبل غرق جزئي لسيارة زوجها وتسليم طفلها الرضيع لدورية شرطة؛ عدم ترك زوجها وحيدا يصارع «موج» الأمطار، إذ آثرت البقاء معه رغم وجود فرصة لإنقاذها عبر مركبة الشرطة..
تصرخ الطفلة «راما»، وتبكي بصوت عال، تنادي أمها وأباها، وأمواج «الأمطار» تقذف بها تارة يمنة، وتارة يسرة، الناس ينظرون إليها وصراخها يرن في آذانهم، ولا حياة لمن تنادي، فالموقف أقوى من أي محاولة «إنقاذ»..
حمل خالته في سيارته التي فاجأتها نوبة «ربو» وقت نزول المطر، الزحام الشديد يعرقل حركة السير لكثافة الأمطار، ذلك قضى على فرصتها في النجاة، وما إن وصل باب المستشفى حتى فارقت الحياة..
حكايات على أرض الواقع أعادت أحداث قصة «قطة تحت المطر» للمؤلف الأمريكي إرنست همينغوي، ورواية «الحب تحت المطر» للأديب العربي نجيب محفوظ، تلك الرواية الخيالية التي أعادتها الحكايات الحقيقية لأهالي جدة، التي مضت بأحداثها بترقب نهاية أليمة، وربما سعيدة، من خلال خيال طواف في عالم الإنسان.
تلك الأحداث، غيبت بعضهم عن الوصول إلى أعمالهم، منهم الزملاء «العكاظيون»، الذين ليس لهم إلا الوصول إلى مبنى الصحيفة للكتابة عن مثل ذلك الحدث..
قصص تكرر مثلها كثيرا في «أربعاء سيول جدة 2009»، و«كلاكيت» مرة ثانية في «ثلاثاء أمطار جدة 2017»، مواقف امتزجت فيها غصة «حزن» مع نبرة «غضب» برائحة مطر انتشرت في الأرجاء، ولحظات ممزوجة بالدعاء..
رئيس تحرير «عكاظ» (جميل الذيابي) اعتبر الوصول إلى مقر الجريدة صعبا، فطلب مساعدة الزميل (مكي عمر) للهروب بين شوارع جدة الممتلئة بالمياه..
الزميل (عمرو سلام) غادر منزله صباحا بفكر يقظ لالتقاط كل شيء بكاميراته عن «المطر»، حمد الله أن رعايته أنقذته من غرق مركبته «بيك أب»، وبالمقابل اصطدم بطفل سابح في أمواج المطر في شارع ببني مالك..
الزميلة (جمانة المطيري) لم ترد الغياب صحفيا عن مثل ذلك الحدث، اتصلت بسائقها الغارق في أحد الشوارع، فلم يستطع الحضور إليها، ما كان منها إلا محاولة الاستفادة من تطبيق «أوبر» أو «كريم»، وللأسف، كما تقول، جاءتها رسالة «لا توجد سيارة متوفرة حاليا»..
زميل ثالث حريص على الحضور مبكرا لتغطية ذلك الحدث (طاهر الحصري)، أراد أن يشبع رغبة صحفية داخلية في الوجود المبكر في مقر الصحيفة إلا أن الحال لم تسعفه، وقبلها لم يجد سيارة أجرة يستقلها للحضور، فاستعان بزميل آخر (صالح الزهراني)، ومع ذلك لم يصلا لموعدهما المعتاد.
تلك هي حال بعض «العكاظيين»، ساعات ركض داخل مقر الجريدة تحولت إلى خطوات سريعة، وهدير متحرك، لم يوقفه إلا تعطل شبكة أجهزة الحاسب الآلي، فأخذوا قسطا من الراحة لنصف ساعة، ليواصلوا بعدها عملا مرهقا حتى ساعات الصباح الأولى.
وتلخص قصة الفلبيني داوود بالندون في إنقاذه مواطنا احتجزته مياه الأمطار داخل مركبته في شارع حي أبرق الرغامة (شرق جدة)، الصورة الناصعة لشخص ضحى من أجل آخر.. تلك هي الإنسانية.. فكان تكريم «عكاظ» له.
وثمة قصص أخرى نقلت لمحرري «عكاظ»، مثل تلك الزوجة التي فضلت قبل غرق جزئي لسيارة زوجها وتسليم طفلها الرضيع لدورية شرطة؛ عدم ترك زوجها وحيدا يصارع «موج» الأمطار، إذ آثرت البقاء معه رغم وجود فرصة لإنقاذها عبر مركبة الشرطة..
تصرخ الطفلة «راما»، وتبكي بصوت عال، تنادي أمها وأباها، وأمواج «الأمطار» تقذف بها تارة يمنة، وتارة يسرة، الناس ينظرون إليها وصراخها يرن في آذانهم، ولا حياة لمن تنادي، فالموقف أقوى من أي محاولة «إنقاذ»..
حمل خالته في سيارته التي فاجأتها نوبة «ربو» وقت نزول المطر، الزحام الشديد يعرقل حركة السير لكثافة الأمطار، ذلك قضى على فرصتها في النجاة، وما إن وصل باب المستشفى حتى فارقت الحياة..
حكايات على أرض الواقع أعادت أحداث قصة «قطة تحت المطر» للمؤلف الأمريكي إرنست همينغوي، ورواية «الحب تحت المطر» للأديب العربي نجيب محفوظ، تلك الرواية الخيالية التي أعادتها الحكايات الحقيقية لأهالي جدة، التي مضت بأحداثها بترقب نهاية أليمة، وربما سعيدة، من خلال خيال طواف في عالم الإنسان.