أكد الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الثقافة والإعلام على أهمية الوقوف في وجه الإرهاب وضد أدلجة الدين الإسلامي واستخدامه للوصول لأهداف وغايات سياسية. وأشار إلى أن هناك دول تعتقد أن هذا الأسلوب يحقق لها مكاسب سياسية، وعلى رأسها إيران المؤسس والداعم الأول والأب الروحي للإرهاب.
وقال الدكتور العواد خلال كلمة ألقاها في اجتماع الدورة العادية الثامنة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب اليوم (الثلاثاء) أحييكم في القاهرة، الحاضنة التاريخية، عاصمة مصر العروبة والأصالة، لما تمثله من مكانة عظيمة للعرب. وأبدأ كلمة اليوم بتقديم أحر التعازي لمصر قيادةً، وحكومةً، وشعباً، في من سقطوا ضحايا في حادث تفجير مسجد الروضة في سيناء، وندعو للمصابين بالشفاء العاجل. ونعبِّر عن تضامننا الأخوي مع جمهورية مصر العربية، ضد الإرهابيين المجرمين الذين اقترفوا الجريمة النكراء ونؤكد أن مصر ستبقى عصية على كل محاولات التعدي على أمنها واستقرارها، مثلما أثبتت الأيام قدرتها الفريدة على مواجهة الأزمات.
وأضاف: إن هذا الحادث ليعيد للأذهان ما كنا نتحدث عنه في اجتماع وزراء الإعلام العرب الأخير من ضرورة التحرك المشترك للوقوف ضد وسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية والعنف وتقدم منصات إعلامية للإرهابيين للترويج لرسائلهم.
وأستطرد قائلا: لقد جئت إلى مصر، وقبل يومين فقط، شهدت المملكة العربية السعودية، الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي يضم 41 دولة أجمعت على ضرورة العمل معا والتعاون عسكريا وسياسيا وأمنيا وماليا، للوقوف في وجه الإرهاب.
وقال الدكتور العواد استذكر هنا ما قاله الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في كلمته خلال افتتاح هذا الاجتماع، «إن أكبر خطر للإرهاب هو تشويه العقيدة الإسلامية السمحة والدين الحنيف، وترويع الأبرياء، ودول التحالف لن تسمح بمواصلة عمل تلك المنظمات الإرهابية، وستلاحق الإرهاب حتى يختفي عن وجه الأرض. الإرهاب يعمل في جميع دولنا ومنظماته كانت تعمل دون وجود تحالف قوي بيننا، إلا أن الأمر تغير بوجود هذا التحالف وسنعمل على التنسيق وتكامل الجهود لمكافحة الإرهاب».
وأضاف الوزير العواد ما دمنا نتحدث عن تحدي الإرهاب، فلابد أن نشير هنا إلى عدة نقاط مهمة، أولها أن الحرب على الإرهاب، متعددة المسارات، وأهم هذه المسارات، ما يتعلق بالإعلام، حيث تقوم بعض وسائل الإعلام بتقديم الرعاية للجماعات الإرهابية، وصناعة رموزها، ويتم تقديم صورة للجماعات الإرهابية، بكونها تشكلت جراء المظلوميات الاقتصادية والاجتماعية، وهذا خبث إعلامي، يراد منه، تبرير أفعال هذه الجماعات، إضافة إلى قيام هذه الوسائل بتشويه سمعة الدول التي تحارب هذه الجماعات، ولقد آن الأوان أن يتحمل العالم، مسؤوليته في محاسبة هذه الوسائل، وعلينا نحن دور هام، في تجريمها، قانونياً، وجعل الدول الحاضنة لها، تدفع الثمن، وهذه مسؤوليتنا أيضاً، كوزراء إعلام عرب.
وأكد قائلا: نقف جميعا متحدين ضد أدلجة الدين الإسلامي واستخدامه للوصول لأهداف وغايات سياسية وتهديد وإرهاب من يعارض تسييس الإسلام وفق فكر معين. وحقيقة هناك دول تعتقد أن هذا الأسلوب يحقق لها مكاسب سياسية، وعلى رأسها إيران. حيث أن ايران هي المؤسس والداعم الأول والأب الروحي للإرهاب منذ نشأته بل أن النظام الإيراني طور العمل الإرهابي ونقله من مرحلة أعمال فردية إلى عمل مؤسسي مدعوم ماليا وعسكريا واستراتيجيا حيث جعلته أساسا لسياستها فسببت الدمار والخراب لمنطقتنا. فمغامرات ايران السياسية القائمة على تصدير الثورة زعزعت الأمن في منطقتنا العربية وخلفت ملايين الضحايا حيث جعلت إيران هدفها الأساسي تصدير الثورة عوضا عن تصدير ما يفيد البشرية ويخدم التطور الإنساني.
وأضاف كما أننا نؤكد هنا، على أن إيران، لديها منظومة إعلامية، تتجلى بوسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية، إضافة إلى وسائل إعلام عربية تبث من داخل دول عربية، ووسائل إعلام دولية تتبنى الرواية الإيرانية، وتسعى لخدمة إيران، وتحقيق خروقات في الوعي العربي، لصالح إيران وأطماعها في العالم العربي.
وشدد على إن متاجرة إيران بالقضية الفلسطينية، عبرها مباشرة، أو عبر سلسلة توابعها، سياسياً وإعلامياً، أمر بات مكشوفاً، ونحن العرب، بما في ذلك المملكة، أهل القضية الفلسطينية، ونحن الأقدر على التعبير عنها سياسياً وإعلامياً، من أجل حصول الشعب الفلسطيني، على حقوقه التاريخية، ودورنا في الإعلام كبير في هذا الصدد، حتى يتحرر الفلسطينيون، من واقعهم الصعب، بقيام دولتهم، وعلينا في الإعلام العربي، التنبه إلى المتاجرة الإيرانية، بهذا الملف حصراً، من أجل التسلل إلى وعي المنطقة وأهلها.
وأوضح الوزير العواد.. إننا أمام تحديات كبيرة، تتعلق بتطوير الإعلام، حيث الصلة كبيرة بين الإعلام، والسياسة والاقتصاد والأمن، وما يرتبط بالواقع الاجتماعي، وعلينا أن نشخِّص الأخطاء في الإعلام العربي، بطريقة مختلفة، وأن نضع الحلول، من أجل أن يؤدي الإعلام دوره في تعظيم قيمة الحياة، وزرع الأمل بمستقبل واعد، ومحاربة خطاب الكراهية، والدفاع عن المنجزات، والتفريق بين النقد الإيجابي، ومحاولات هدم الداخل عبر الإعلام، إضافة إلى دور الإعلام في التنمية المستدامة، وهي إحدى محاور هذا اللقاء، لا يفوتني أن أتقدم بخالص التهنئة لدولة العراق الشقيقة بمناسبة انتخاب بغداد عاصمة للإعلام العربي متمنيا لأشقائنا في العراق دوام التقدم والرخاء والازدهار.
وختم قائلا: لابد أن أؤكد أننا في اجتماعنا اليوم، أمام ملفات ومحاور مهمة، وكلي أمل أن نخرج بقرارات فاعلة، تترك أثرا على الإعلام العربي، من أجل الإنسان العربي أولا، وحقه في الحياة الكريمة، بعيداً عن الصراعات والفوضى والإرهاب وأطماع عواصم إقليمية.