تجمعات المياه تغلق شارعا في حي (ك ١٤) بجدة. (عكاظ)
تجمعات المياه تغلق شارعا في حي (ك ١٤) بجدة. (عكاظ)
عزيز السهيمي
عزيز السهيمي
عثمان أحمد
عثمان أحمد
عطية القرني
عطية القرني
عبيد عثمان
عبيد عثمان




عزيز السهيمي
عزيز السهيمي




عثمان أحمد
عثمان أحمد




عطية القرني
عطية القرني




عبيد عثمان
عبيد عثمان
-A +A
عبدالله غرمان (جدة) al3mri90@
حي شعبي منسي في عروس البحر الأحمر «جدة»، حي ينادي قاطنوه بالاهتمام به، إذ يضعون قلوبهم بين أيديهم كلما دخلوه أو خرجوا منه، لشوارعه الخطرة، والمرتفعات العشوائية وانحدارها، وعدم وجود سياجات لحماية السكان من سقوط الشاحنات والسيارات فوق رؤوسهم، وهو المحتمل في أي وقت بسبب العشوائية الأزلية مع ازدحامه بالساكنين منذ عشرات السنين.

ويروي عزيز السهيمي (أحد سكان ك 14 الجنوبي) خطورة وضع شوارع الحي المخيفة بسبب انحدارها الشديد، قائلا: «قبل عدة أعوام هرول صهريج مياه فقد قائده السيطرة عليه ليداهم مسجدا بالقرب من منزلي، وتسببت الحادثة في وفاة طالبين في حلقات تحفيظ القرآن بالمسجد، بعد أن عجزت مكابح الصهريج عن الصمود أمام منحدرات وشوارع الحي، فما كان من الأهالي عقب هذه الحادثة المؤلمة إلا وضع حاجز خرساني على جدار الجامع الخارجي، خشية تكرار المأساة العالقة في أذهان السكان، ويبدو أن التطور وضع الحي خارج أجندته رغم مطالباتنا المتعددة بوضع حلول لهذا الخطر الذي يعكر صفونا ويجعلنا نعيش يوميا في قلق لا ينتهي».


وأكد السهيمي ضعف إمكانات المركز الصحي (يزيد عمره على ٣٠ عاما) من حيث الإمكانات الطبية، مستشهدا بعدم وجود لقاحات لطفله صاحب العامين والتي يحتاجها الطفل في هذا العمر، إذ أوضح أنه توجه أكثر من مرة للمركز الصحي لتطعيم طفله ولم يتمكن نظرا لانتهاء اللقاح من المركز بحسب ما أجابه منسوبوه، إضافة لعدم توفر أكثر من دواء لمرضى السكري والضغط من الأدوية الباهظة الثمن.

من جانبه اشتكى العم عطية من عدم إزالة السيارات الخربة التي تنتشر في أزقة الحي الجنوبي، وباتت مكانا رحبا لضعاف النفوس لاستغلالها في أعمال مخالفة، مثل ترويج الممنوعات، على سبيل المثال لا الحصر، التي زادت تشويه الحي الذي يفتقد للعديد من الخدمات الأساسية، من إعادة تأهيل شوارعه العتيقة التي لم تعرف الصيانة لأكثر من 30 عاما، فافترشتها الحفر بفعل مياه المجاري وحولتها لخنادق، وعدم قيام شركة المياه الوطنية بعد تنفيذ مشروع للصرف الصحي بترك أعمدة الإنارة و«الكيابل» مكشوفة، التي تشكل خطرا كبيرا على الأطفال وعدم إعادة سفلتة بعض المواقع التي تم حفرها لتنفيذ المشروع.

أما عبيد عثمان، فاعتبر أن ترك الأطفال والنساء يسيرون في الحي الجنوبي مخاطرة على أرواحهم نظرا للظلام الشديد في عدة من شوارعه، وعدم إنارتها كاملة أسوة بالأحياء الشعبية الأخرى، وكأنه محكوم على ساكني الحي بتوأمة الظلام، وما زاد من سوء الوضع انتشار العمالة المخالفة بين أزقة وشوارع الحي، من جنسيات مختلفة أفريقية وشرق آسيوية وعربية، خصوصا أن بعض المنازل لعمليات تعرضت للسرقات، التي تزداد مع نهاية الأسبوع والإجازة الصيفية، فالسواد الحالك لشوارع الحي عامل إيجابي ليمارس المجرم ارتكاب جرائمه.

وطالب بإنشاء حديقة عامة لسكان الحي الذين يتوجهون إلى الإسكان الجنوبي أو الأجاويد بحثا عن متنفس لأسرهم، مشيرا إلى أن تلك الأحياء لا يوجد في كل واحد منها سوى حديقة وحيدة لا تستوعب حتى ساكنيها.

في نفس الصعيد، يحذر عثمان أحمد من المستودعات الملاصقة لمنازل الحي، إذ لا يفصلها عنهم سوى أمتار قليلة، موضحا أنه قبل عامين وقع حريق محدود في مستودع مجاور للسكان ولولا ستر الله لتسبب في كارثة، متسائلا: لماذا لا تنقل هذه المستودعات بعيدا عن السكان بدلا من انتظار كارثة؟.

واشتكى عثمان من تراكم النفايات التي جذبت «الجرذان» العملاقة التي أصبحت تجوب شوارع الحي في منظر مقزز، مشيرا إلى أن قلة تردد البلدية لرفع النفايات قليل والحاويات الخاصة بها لا تفي بالكميات الواردة إليها كل يوم، فمخلفات البناء تزكم الأنوف وتخنق الأنفاس، مطالبا أمانة جدة ومسؤوليها بجولة داخل الحي ليعرفوا حجم المعاناة التي يعيشها السكان سنوات طويلة.

أما علي القرني، فيطالب بوقف ما أسموه بتهميش الأمانة لمطالبهم منذ أعوام، مؤكدين أنها خدمات أساسية يجب توفيرها في كل حي أسوة بباقي الأحياء، خصوصا الواقعة في شمال جدة، مؤكدا أن الدولة وفرت للأمانة مليارات الريالات لتوفير كل ما يحتاجه المواطن من خدمات بلدية تجعله يعيش في حي صحي وآمن دون أي مخاوف أو متاعب.