-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
شددت وزارة الصحة، على التزامها بتحقيق الإستراتيجية الوطنية والعالمية للتحكم والسيطرة على مرض الإيدز بحلول العام 2030 في سبيل القضاء عليه تماماً، عطفا على ما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية في مسيرة مكافحة المرض وفقاً للمؤشرات الوبائية المتعلقة بانخفاض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة من عدوى الإيدز على مستوى العالم، مشيرة إلى أنها تولي مكافحة الأوبئة بشكل عام ووباء الإيدز بشكل خاص اهتماما كبيراً على المستويين المحلي والعالمي، وذلك ضمن رؤية وزارة الصحة ورسالتها لتحقيق الصحة الشاملة لشرائح المجتمع كافة. وأوضحت الصحة في ندوة خاصة نظمتها أمس في الرياض تزامناً مع «يوم الإيدز العالمي»، أنها سعت وبالتنسيق مع الجهات الأخرى في وضع اللوائح والقوانين اللازمة لضمان البيئة المناسبة للمتعايشين مع فيروس الإيدز؛ إذ سيتم اعتماد نظام حقوق المتعايشين كما يجرى الإعداد للتوسع في خدمات الفحص لحماية الأمهات والأطفال وتقوية برامج اكتشاف الحالات المبكرة وإدراجها ضمن العلاج.

وأبانت أن العالم يخطو خطوات متسارعة في سبيل القضاء على فيروس الإيدز في المنظور القريب، كما يتضح من البيانات والمؤشرات الوبائية للإستراتيجيات المتبعة وخاصة النتائج المحرزة في الوصول للمصابين ومعالجتهم، إذ تضاعف عدد المصابين بالعدوى من 10% في القرن الماضي إلى أكثر من 70%، وتمت السيطرة والتحكم في معدلات الحمل الفيروسي لأكثر من 80% منهم، أصبحوا يعيشون حياة صحية خالية من المضاعفات المرضية ولا يشكلون خطراً كبيراً لنقل العدوى للآخرين مما يبشر بالتحكم في انتشار المرض، ورغم هذا التقدم المحرز فإن التحدي الأكبر يتمثل في التوسع في أنشطة الفحص المبكر وزيادة معدلات اكتشاف الإصابة للوصول لأكثر من 90% من المصابين خلال العامين القادمين وتوفير الخدمات العلاجية المتكاملة والفعالة لهم؛ إذ ستشهد المرحلة القادمة تطبيق العديد من التدخلات والأنشطة بهدف إتاحة خدمات الفحص لكافة فئات المجتمع بصورة عامة مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة والأكثر هشاشة للإصابة بالعدوى بصورة خاصة، وذلك بإتاحة هذه الخدمات ودمجها في كل مستويات الرعاية الطبية. وأفادت أنه وخلال 30 عاماً تحقق الكثير من الإنجازات المؤثرة والفعالة نتج منها عكس مسار الوباء عالمياً نحو القضاء عليه تماماً بنهاية العقد القادم، إذ أبانت المؤشرات انخفاضاً في الإصابات الجديدة عالمياً وانخفاضا في معدلات المراضة والوفيات مما يبشر بإمكانية السيطرة التامة على هذا الوباء وكبح جماحه، إلا أن بعض المناطق منها المنطقة التي ننتمي إليها لم تواكب هذا التغيير، بل ما زالت وتيرة ونسب الإصابات الجديدة وسط الفئات الأكثر عرضة تزداد بصورة مقلقة، مما يتطلب العمل الجاد للحاق بركب الأمم في مسيرتها نحو التخلص من الوباء الذي يشكل تهديداً للصحة العامة والتنمية البشرية.