يشفق كثيرون على اليمن بعد إعلان عصابات الحوثي الإيرانية قيامها بتصفية رجل اليمن القوي علي عبدالله صالح. صحيح أن استيقاظ ضمير الزعيم اليمني الراحل، وإقراره بخطأ سياسته الخاصة بالشراكة مع عملاء إيران، أتاح اندلاع الانتفاضة الراهنة المستمرة منذ الأربعاء الماضي؛ غير أن أولئك ينسون أن أتباع الرئيس الراحل ليسوا وحدهم الجبهة المناوئة للمشروع الإيراني الخسيس. فقد اختار شرفاء الجيش اليمني الذين انشقوا عن صالح، بعد احتلال صنعاء في 2014، أن يقاتلوا تحت راية الشرعية التي تحميها قوات التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الاستقرار للبلاد. كما أن عدداً لا يستهان به من شرفاء اليمنيين انتظموا في تشكيلات «المقاومة الشعبية»، بعدما خضعوا لتدريبات هيأتها لهم قوات التحالف. واستطاعت هاتان الشريحتان، بدعم قوات التحالف، تحرير الشطر الجنوبي من البلاد، ما أتاح عودة الحكومة الشرعية إلى عدن التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، ريثما تنجلي غُمة الاحتلال الحوثي الإيراني لصنعاء. إن قدر اليمنيين، وهم شعب عربي أصيل، لا يتوقف على حياة رجل واحد، ولا على موته. والدليل أن إعلان تصفية صالح لم يوقف زخم الانتفاضة، ولم يهدئ الذعر الذي شاهدناه على وجه عبدالملك الحوثي بعد الانتفاضة وبعد احتفاله بقتل الرئيس السابق. ولا شك في أن اليمنيين يدركون دقة وضع بلادهم في هذه المرحلة، وأن ما بقي من شوط التحرير يتطلب أيضاً الجود بالأرواح والمُهج، بمساعدة أشقائهم الخليجيين والعرب، ومساندة الدول الكبرى لقضيتهم العادلة.