-A +A
تتوالى حالات انشقاق القبائل القطرية الأصلية عن نظام الدوحة، ورفضها الانضواء تحت مظلة حكم يكرس الغرباء ويجنس الأجانب ويهمش أهالي الوطن الأصليين.

ويجيء الانشقاق الأخير لقبيلة آل بحيح ليؤكد بأن الوضع هناك لم يعد يطاق، فقد أصبح، كما وصفه شيخ القبيلة، بأنه سجن كبير.


فالرضوخ للنفوذ التركي المتزايد، والاستسلام للتدخل الإيراني، ومنح كل صلاحيات تقرير المصير وبوصلة صناعة الأحداث للمستشارين الأجانب الذين تجاوزوا حدود مسؤولياتهم وأصبحوا هم أصحاب الكلمة الفصل والقرار النهائي.

إن قطر لم تعد للقطريين، بل تعدت ذلك إلى أنها اصبحت خصماً لهم، لذلك فإن الواجب الآن هو مساندة السكان الأصليين وأبناء القبائل القطرية العربية الأصيلة لاستعادة حقوقها، بعد أن سحبت جنسياتهم وصادرت ممتلكاتهم، وسجنت منهم من لم يجد منفذاً للخروج من هذا السجن الكبير.

إن الحقيقة الأكيدة هي أن الدوحة فقدت بوصلتها، فما بين ممارسة الخداع والتورط في فخ العناد، وقعت فريسة سوء نواياها وهي تحصد الآن المقاطعة من دول الجوار، وتتورط في تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة.

إن المكابرة هي ديدن النظام القطري في عهد الحمدين، ولا حل لإنقاذ قطر والقطريين من هذا المأزق إلا بإعطاء أبناء قطر الأصليين حقوقهم، وأن يكونوا هم أصحاب القرار في مصير دولتهم، وصناعة قرارهم.