انطلق صباح اليوم (الأربعاء) المؤتمر الدولي لمشاريع إعمار منطقة مكة المكرمة برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس هيئة تطوير المنطقة الأمير خالد الفيصل في فندق هيلتون جدة والذي يستمر ليوم واحد، وبتنظيم من هيئة تطوير مكة، بالتعاون مع إمارة المنطقة، ووزارة المالية.
وسيشهد المؤتمر والمعرض مشاركة نحو 25 مؤسسة حكومية وخاصة، تقدم رؤية مفصلة عن أبرز مشاريعها، وما جرى إنجازه وما يجري العمل عليه من خلال المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يستمر ثلاثة أيام من 9 إلى 12 ربيع الآخر 1439هـ، الموافق (27 – 30) ديسمبر 2017، في منطقة مكة، كما يهدف المؤتمر والمعرض إلى إلقاء الضوء على 100 مشروع تنموي في مختلف مدن المنطقة.
كما تنعقد على هامش المؤتمر جلسات حوارية تتطرق في محاورها للحديث عن التنمية في منطقة مكة، ودور القطاع الخاص ومشاركته في التنمية لتواكب رؤية المملكة 2030، وأهمية قطاع النقل في تنمية المنطقة.
وتناقش الجلسة الرئيسة للمؤتمر التي ستعقد اليوم، التنمية في منطقة مكة والخدمات المقدمة، ويتحدث خلالها الأمير خالد الفيصل، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، ووزير المالية محمد الجدعان، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، ويدير الحوار طلعت حافظ.
كما ينطلق معرض إعمار منطقة مكة عصر اليوم في مركز جدة للفعاليات والمنتديات، وذلك لمدة أربعة أيام، وسيشهد المعرض عرض نحو 100 مشروع تحت سقف واحد من المشاريع التنموية التي تعرضها الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الاستثمارية.
الواقع والمستقبل في المنطقة.. وأهمية النظرة التكاملية في كافة القطاعات
في الوقت نفسه، انتهت الجلسة الحوارية الأولى التي عقدت على هامش مؤتمر «إعمار منطقة مكة المكرمة» أدارها إدريس الدريس، وشارك فيها نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط، أمين عام هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة هشام الفالح، وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية والاقتصادية إبراهيم البابلي، وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار لخدمات المستثمرين ابراهيم السويل، رئيس اللجنة الفنية لمشاريع المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور فيصل وفا.
وبدأ عبدالفتاح مشاط حديثه عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث قال: رؤية المملكة هي أحد برامج التحول الوطني وهي رؤية وطن وشعب ومقوماتها التي تساعدها على النجاح من حيث قوة المملكة السياسية والاقتصادية والجغرافية، ومن أحد مقوماتها وجود الحرمين كقوة روحية واقتصادية ولها أبعاد تنموية كثيرة.
وتابع مشاط حديثه حول مرتكزات التنمية في منطقة مكرمة المكرمة حيث قال: تعتبر المنطقة جذبا استثماريا مستدام على مر التاريخ، وذلك للأهمية التي تمتلكها العاصمة المقدسة تاريخيا ومكانتها عند المسلمين، وتحظى باهتمام متواصل للحكومة السعودية من خلال مختلف المشاريع التي تستهدف راحة ضيوف الرحمن، والذين يوافدون عليها طيلة أيام السنة.
وشهدت منطقة مكة المكرمة على مجمل الخصوص اهتماما كبيرا على مستوى مشاريع البنية التحتية والتي تقترب من الانتهاء إضافة إلى توسعة الحرم المكي الشريف، ووجود خطة مستقبلية تساهم في تحقيق عنصر الاستدامة، ما يعطي تصورا واضحها في جعل مكة المكرمة وجهة أساسية للاستثمار الآمن المدفوع بمقومات قد لا تتواجد في أي منطقة استثمارية حول العالم.
ثم بدأ وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية الاقتصادية الدكتور إبراهيم بن محمود بابلي حديثه بقوله: «الإنسان والمكان هما عنصرا التنمية والهدف المعروف الذي تسعى إليه السعودية لتحقيق رؤية 2030، وإن الرؤية تحدد الوجهة التي تسعى المملكة إلى المضي نحوها والوصول إلى اقتصاد مستدام، إنسان طموح، ووطن يحقق طلبات المواطنين والزوار وخاصة ضيوف الرحمن».
وأضاف أن تحقيق الرؤية له عدة عناصر ومن أهم العناصر التي تحقق الرؤية هي البرامج الإثنى عشر التي وضعت لتحقيق الرؤية، وتلك البرامج ستساهم في خدمة ضيوف الرحمن مثل تطوير البنية التحتية، تطوير النقل، تطوير الصناعة اللوجستية.
وأوضح أن النقطة الرئيسية هي التخطيط التكاملي والذي يهدف إلى تطوير الإنسان والمكان، وتعمل وزارة الاقتصاد والتخطيط على دعم هذه التخطيط التكاملي في خدمة ضيوف الرحمن والعمل على تحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية.
وأكد على ذلك وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار لخدمات واستشارات المستثمرين ابراهيم بن صالح السويل إذ قال: إن هيئة الاستثمار تعمل على أن تكون منطقة مكة المكرمة متطورة أكثر، وذلك بتحسين أداء ووتيرة العمل من خلال لجنة تيسر أداء الأعمال التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات المستدامة في المنطقة، وزيادة التعاون مع القطاع الخاص، وهي لجنة منبثقة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والعديد من اللجان الأخرى، التي من مهماتها تسهيل صدور تراخيص البناء وتسجيل الملكية ونقلها في وقت قصير، ومن الأمثلة تخليص الحاويات من الجمارك في أقل من 24 ساعة وتقليص السندات المطلوبة لإنهاء هذه المهمة من 12 مستندا إلى 4 مستندات، إضافة إلى فتح باب الاستثمار الأجنبي لتنمية المنطقة.
ومن جهته، أكد رئيس اللجنة الفنية لمشاريع المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور فيصل وفا على أهمية منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة عالميا، وعلى دور وزارة التعليم في الماركة في المشاريع العملاقة، وذلك بسبب أهمية وجود جهات ذات خبرات علمية وأكاديمية كمرجعية للاستشارات في المشاريع، على هذا الأساس تم الاتجاه للجامعات منذ 11 عاماً، فالجامعات السعودية هي بيوت خبرة معتمدة.