-A +A
حاوره / علي فايع (أبها) alma3e@
اتهم المحلل السياسي اليمني سام الغُباري، قطر بأنها تلعب دور الوكيل لإيران في اليمن، مؤكدا أنها مخطئة، فالإيرانيون لا يرونها سوى محطة للإيذاء، كون نظام الملالي لديه مخطط يستهدف المنطقة بكاملها. واصفاً استمرار الدوحة في الانحياز لطهران بـ«المؤسف والمؤلم». وتوقع الغباري في حوار مع «عكاظ»، أن ينتهي حكام قطر إلى مآلات الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وكشف أن إيران وقطر استطاعتا تجنيد آلاف الكتاب والناشطين، وتسهم في غواية اليمنيين.

وقال الغباري: لن ينفع القطريين سوى السعودية والإمارات ورجال اليمن، الذين يقاتلون السهم الإيراني الغادر في جنوب الجزيرة،، محذراً من أية وساطات تؤدي إلى إنقاذ الحوثي باعتبارها الجسر التي بلغ بها أهدافه، متوقعاً نهاية قريبة للمليشيا الحوثية.


•أنت حديث تجربة بسجون الحوثيين، حدثنا عنها ؟ ‏

••تجربة مريرة بكل تفاصيلها، للمرة الأولى في حياتي أعرف أن هناك بشراً يعاملون أسيرهم بتلك الوحشية الفظة والاتهامات المفرطة بقسوة لا متناهية، والأشد مرارة أن يصمت الجميع عنك ولم ينبس أحد ببنت شفة. هربوا مني كما يهرب الصحيح من الأجرب، بعضهم أظهر وحشية غريبة وأنا ضائع بين أذرع الخبثاء أتلقى اللكمات والصفعات وشتى صنوف التعذيب، لأني تجرأت «كما قالوا» للحديث عن سيدهم، اختفت الدولة والنظام والجنود، وظهر قوم لا نعرفهم، أناس من لحم ودم، لكنهم بلا شفقة أو رحمة، بلا مسؤولية، وبلا أخلاق.

اكتشفت لاحقا أن جيراني وأصدقائي الهاشميين كانوا هم الذين خططوا لاعتقالي، لأنهم الوحيدون الذين كانوا يعرفون مسار تحركاتي وأماكن تواجدي، الغريب في الجريمة أننا صحونا فجأة على مجتمع «إيراني» من الداخل اليمني، وبالتحديد في الأحياء والمناطق الشمالية، توحدوا خلف عرقهم لإيذائنا وملاحقتنا بعد أن تملكوا السلاح، فنالوا منا ومن كل وحدة للنسيج الاجتماعي.

‏•هناك صحف يمنية موالية للحوثي، ومعادية كما تقول في إحدى تغريداتك لهادي، ماذا كنت تقول لها ؟

••كتبت إليهم الكثير والتقيت مع أغلبهم، كانوا يوجهون سهامهم نحو الرئيس المنتخب، ويقفون بلا إدراك مع الحوثيين تلك كانت أولى الجرائم الكبيرة التي وقفت فيها الصحافة اليمنية مع المليشيات نكاية في الدستور والقانون والنظام والدولة، استقطاب حاد شكل تضليلاً واسعاً للرأي العام، تحكموا في المعلومة وقدموا الرئيس هادي إلى الناس بصفة العاجز الضعيف الانتهازي المتواطئ على شعبه وبلاده، كان هادي وحيداً فعلاً، لكنه لم يتحرك بجدية، ولم يقل للناس إنه مسلوب الدولة والإعلام. قلت لهم: لا تركنوا إلى أي جماعة دينية، فمصيرها تغرس المنجل في ظهوركم، سخروا مني واعتبروني بوقاً للنظام، كانوا مرتبطين في الواقع بمصالح خارجية ومنظمات تدفعهم وتدفع لهم، يجب أن نعترف أن إيران وقطر استطاعتا تجنيد آلاف الكتاب والناشطين وتسهم في غواية اليمنيين.

•وما الذي تغير بعد مقتل صالح ؟ ‏

••بالطبع لم يتغير شيء بعد مقتل صالح، سوى أن الذين كانوا يقاومون هادي وشرعيته، ما يزالون على مقاومتهم، يتحدثون مرة أخرى عن عاصفة الحزم كعدوان، ويدعون إلى وقف الحرب، وفي ذلك هم أنصار جيدون مجددا للحوثيين الذين لن يستفيد من السلم على طبيعته الراهنة سواهم.

•هل يمكن للحوثيين الانضمام إلى المجتمع اليمني ؟

‏••الحوثيون كتلة سلالية منظمة جدا، ولا يمكن الاعتقاد ولو للحظة واحدة أنهم ماضون في طريق الانضمام مع المجتمع اليمني ونسيان ما حدث، سيعيدون اختراقنا لأننا ما نزال على طبيعتنا كيمنيين نختلف ولا نتصالح بسهولة، أسرى أحزابنا ومنظماتنا وهوياتنا المتعددة، وهم على قلب رجل واحد، يمكرون علينا كما مكر الصهاينة الخبثاء على فلسطين الحبيبة، إنهم أعداء اليمن الطبيعيون، وإن لم ندخل صنعاء عنوة ونشردهم في الجبال والكهوف ستخضع لهم اليمن مجبرة كسيرة.

• ما مشكلتك مع من تسميهم بـ«الهاشميين» في اليمن ؟

‏••ليس لدي مشكلة مع أي عرقيات، المشكلة هي منهم معي ومع كل يمني، إنهم رفضوا أن يكونوا مواطنين صالحين وقد قبلناهم وعاشوا بين ظهرانينا طويلا، وفي كل مجزرة يقيمونها علينا كنا ننسى ونسامح حتى وصل الأمر إلى العام 2014، يوم هجموا علينا من كل حي ومؤسسة ومنطقة وقرية وريف.

•لماذا تحذر من لجان الوساطة التي تسعى للتهدئة مع الحوثيين، أين تكمن خطورة تلك الوساطات ؟

‏••الوساطات هي الجسر التي بلغ بها الحوثيون كل منطقة في اليمن، خصوصاً مناطق القبائل التي كانت عصية عليهم وكانوا يخشون انتفاضتها ضدهم، يبدأون أولاً بجس نبض القبيلة عبر تمدد معين فيمنعهم الشيخ فيرسلون إليه وفدا لتخييره وترهيبه ثم يحيدون القوة العسكرية للجيش ويصورون الأمر على أنه حرب بين الحوثي وتلك القبيلة فقط، ينزعون الهم الوطني عن الشيخ أو قائد المعسكر ويستفردون به، ومن عصاهم يفجرون منزله بعد أن يتوغل الوسطاء في الداخل ويقدمون تفسيرات عن مدى الاستعداد ومستويات المفاوضات، يقدم الوسطاء تفسيرات ووعوداً كاذبة لكل ما يدور في الصراع واحتمالاته مع تراجع وانحسار دور الدولة التي كانت هي الأخرى معزولة عن مجتمعها بسبب الهاشميين، الذين توغلوا فيها وأصبحوا مقربين من الرئيس حينها ومن قادة الجيش والقيادات الإعلامية والمدنية.

•وكيف تنظر إلى الدور القطري في اليمن ؟

••قطر تلعب وكيلا لإيران، قطر مثل علي صالح في مرحلة ما، تعتقد أنها اللاعب الرئيسي في الخليج، لكنها مخطئة، فالإيرانيون لا يرونها سوى محطة للإيذاء، إذا أعلن الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن وبقية الموالين لإيران في دول الخليج، عن تغيير عسكري قادم للمشهد في المنطقة فستختفي قطر ويهرب آل ثاني عن السلطة، ولن ينفعهم سوى السعودية والإمارات ورجال اليمن، الذين يقاتلون السهم الإيراني الغادر في جنوب الجزيرة. يوم أعلن «صالح» عودته إلى الجانب العربي قتله الحوثيون بوحشية وهم لا يحفلون، واستمرار قطر في الانحياز نحو إيران مؤسف ومؤلم وسينتهي بهم إلى مآلات صالح طال الزمن أو قصر، كنت أتوقع أنهم أذكياء بما يكفي ليستغلوا احتجاجات إيران لبناء تفاهم عربي – خليجي يدفع باتجاه دعم الربيع الإيراني ويخلع عباءة الكهنوت الخميني.

•وماذا عن اليمن القادم ؟ ‏

•• من الصعب التكهن حول ما هو اليمن القادم، لكنني أراه اليمن الجميل، إن وعى اليمنيون خطورة العرقية الهاشمية، فسيكون أمامنا عقود طويلة من الوعي والتأهيل والتعليم، ويجب على المجتمع العربي أن يحتضن اليمن بكل طيبته وبشاعته وظنونه وإخفاقاته، فما مر على اليمن في العقود السابقة من تجاهل وضيم ووقوعه فريسة نظام أحمق جعله عرضة للمشاريع الخارجية، مشاريع الإخوانية ومشاريع القومية والاشتراكية والحوثية، ومشاريع التقسيم والتمزق، الشيء الوحيد الجميل الذي جاء به اليمنيون لأنفسهم وللمنطقة خلال نصف قرن هو الجمهورية وما جاء بعدها بالوحدة اليمنية، ذلك هو مشروع الحفاظ على المنطقة العربية والخليج تحديدا موحدا وقويا، وينبغي على كل الإخوة في منطقة الخليج العربي توحيد رؤاهم في القضية اليمنية ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، الشرعية هي اليمن القادم.