كسرت السعودية النمط التقليدي خلال الفترة الماضية في إدارة الحكم الداخلي، راسمة لنفسها خطاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً يؤكّد قوّتها ومتانتها على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي. وتمكنت بدبلوماسية الحزم والعزم ليس فقط إعادة التموضع في خريطة السياسة الإقليمية، بل المشاركة في صناعة القرار العالمي، متسلحة بـ«رؤية السعودية 2030»، والتحالفات الاستثمارية والاقتصادية مع الدول الكبرى، للخروج من دائرة الاعتماد على النفط إلى رحاب الاستثمار المتنوع، وتعزيز قوتها العسكرية لترسيخ مكانتها الدولية بين الدول الكبرى. واعتمدت السياسة السعودية أخيرا على تحركات دبلوماسية الفعل الذكية، محافظة على أمنها واستقرارها، وتعاملت الرياض مع الأحداث كدولة ذات مسؤولية تكاملية تحافظ على أمن واستقرارالمنطقة وتكرس قيم الإسلام المعتدل لتبنى الدولة على أساس قوي مؤسس على القوة العسكرية وأسس تكنولوجية أكثر تطورا، واستطاعت تحقيق اختراق في التوازن الجيوسياسي، وفي إعادة تنظيم الاقتصاد العالمي، فهي منتجة النفط الأولى القادرة على أرجحة العالم، وهي القوة الإسلامية الرائدة في العالم الإسلامي، متمسكة بثقافة التعايش والتسامح ولجم الإرهاب. وعندما يؤكد وزير الخارجية عادل الجبير في منتدى دافوس أن العالم «ليس معتاداً أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة»، وهناك من كانوا ينتقدون السعودية لأنها تسير ببطء، واليوم يحصل العكس، مؤكدا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يريد تحويل السعودية إلى دولة طبيعية وقوية، تعتمد على الابتكار، لتكون مثالا يحتذى بها على الصعيدين العربي والعالمي، وأن هذا التغيير «يجب أن يكون شاملا ومتماشيا مع طموحات السعوديين، لاسيما الشباب منهم»، فإن ذلك يجسد التوجه السعودي الجديد في إدارة الدولة الحديثة، خصوصا أن السعودية تمتلك طاقة شبابية تقدر بنحو 70 % من المجتمع السعودي ولديهم ثقة بالحكومة لفتح المجال لهم، سواء كانوا رجالا أم نساء، وهذا من شأنه أن يسمح للسعودية المضي قدما نحو الأمام. لقد فتحت السعودية الحديثة المجالات والابتكار والإبداع والإعلام والسماح بالحوار الشفاف وقيادة المرأة السيارة، فضلا عن جلب الاستثمارات وتقديم المشاريع الرائدة، مثل مشروع (نيوم) شمال السعودية المرتقب إنجازه على البحر الأحمر والذي يرتكز على جلب الذكاء الاصطناعي.
وفي جانب آخر، كشف الجبير دور إيران الطائفي في المنطقة وسعيها للسيطرة على بعض الدول، عندما قال إن الثورة الخمينية غيرت الشرق الأوسط إلى الأسوأ، وأطلقت أسلوبا طائفياً أدى إلى رد فعل سني تمثل في بروز بعض المتطرفين بين السنة رداً على الثورة الخمينية، وهنا كرس الجبير المفهوم الذي طرحه ولي العهد حول ثورة الخميني التي أدت لظهور التطرف، وحرصه لعودة السعودية إلى عصر الإسلام الوسطي.. الدولة السعودية الجديدة.. قوة شابة.. ورؤية سياسية اقتصادية مستنيرة. إن الحضور القوي في منتدى دافوس حقق أهدافا إستراتيجية، وأهمها أن السعودية ليس لديها شيء تخفيه.
وفي جانب آخر، كشف الجبير دور إيران الطائفي في المنطقة وسعيها للسيطرة على بعض الدول، عندما قال إن الثورة الخمينية غيرت الشرق الأوسط إلى الأسوأ، وأطلقت أسلوبا طائفياً أدى إلى رد فعل سني تمثل في بروز بعض المتطرفين بين السنة رداً على الثورة الخمينية، وهنا كرس الجبير المفهوم الذي طرحه ولي العهد حول ثورة الخميني التي أدت لظهور التطرف، وحرصه لعودة السعودية إلى عصر الإسلام الوسطي.. الدولة السعودية الجديدة.. قوة شابة.. ورؤية سياسية اقتصادية مستنيرة. إن الحضور القوي في منتدى دافوس حقق أهدافا إستراتيجية، وأهمها أن السعودية ليس لديها شيء تخفيه.