-A +A
مع توالي الأخبار التي ترد من الغوطة الشرقية، بستان دمشق، ومع هذا الدمار والإجرام والقصف الأعمى الذي لا يفرق بين رجل وامرأة ولا بين طفل وشيخ كبير، يتضح للجميع أن ما يجري في سورية هو مشهد عبثي ضحيته شعب مسالم، ودوامة من العنف، تُضرب فيها حقوق الإنسان عرض الحائط، من أجل الاستمرار في التسلط والطغيان.

فما أصاب الغوطة المحاصرة من قصف، يفوق احتمال من في قلبه ذرة من إنسانية، إلى الحد الذي قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن منطقة الغوطة الشرقية والواقعة تحت سيطرة المعارضة، شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى في أسبوع واحد منذ عام 2015، جراء قصف شنته قوات النظام، ما أدى إلى مقتل 229 شخصا، بينهم 58 طفلا، و43 امرأة، لأربعة أيام متتالية.


ومع أن الغوطة الشرقية تعد إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سورية، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانا في مايو الماضي برعاية روسيا وإيران، وتركيا، إلا أن ذلك لم يردع النظام المجرم ومن خلفه، عن ارتكاب أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، حتى أصبحت سورية تسبح في بركة من دماء الأبرياء.

ويبقى الشعب السوري المسكين رهينة في يد نظام استقدم إليه كل جزاري العالم الذين يقتلونهم بدم بارد، مرة بنفس طائفي، ومرة باسم محاربة الإرهاب، الذي هو في الحقيقة صنيعة لذلك النظام، دون أن تستطيع بقية دول العالم بما فيها الأمم المتحدة إنهاء هذه المأساة.