• 5000 وجبة فائض عشاء مناسبة أحد المشاهير
• فكرة الجمعية أطلقها زوجان جمعا الطعام الفائض ووزعاه على المحتاجين
انتقدت المدير التنفيذي لجمعية «خيرات» لحفظ النعمة نورة السيف مستوى تفاعل رجال الأعمال والمؤسسات الداعمة في دعم جمعيتهم التي تدخل عامها الثالث، مؤكدة أن دعم رجال الأعمال لا يذكر ودون المأمول، لافتة إلى أن الجمعية تعمل على تغطية مدينة الرياض كاملة، بيد أنها تحتاج لإمكانات أكبر «لدينا 13 سيارة، ونحتاج إلى 60 سيارة لكي نغطي الهجر والقرى بالرياض».
وأكدت السيف في حوار مع «عكاظ» أن «خيرات» جمعت أكثر من 207 آلاف وجبة من فائض الطعام بمزاين الإبل في شهر، في حين نجحت الجمعية بتوزيع 5000 وجبة من مناسبة لأحد المشاهير، موضحة أن فكرة تأسيس الجمعية جاءت من تطوع زوجين جمعا الطعام من المناسبات بشكل فردي وبمساعدة متطوعين ووزعوه على المحتاجين، وأن العمل بدأ يكبر وتتسع قاعدته، ما حتم مأسسته وتأسيس جمعية، فإلى نص الحوار:
• حدثينا عن بدايات الجمعية، وأهدافها، والخطوات التي اتخذتيها لتحقيقها؟
•• تأسست الجمعية في نهاية 2015، وبدأت الفكرة من قبل رئيسة الجمعية المؤسسة الفعلية لها ورئيسة مجلس إدارتها نورة العجمي، إذ بدأت هي وزوجها الشيخ سليمان العبيدان -رحمه الله- وأبناؤهما بجمع بقايا الطعام من المناسبات، يساندهم مجموعة قليلة من المتطوعين، وبدأوا يوزعونها على الأسر المحتاجة، الأمر الذي جعل جيرانها يتفاعلون مع الفكرة، لينضموا ومعهم أصدقاؤهم وأقاربهم في توزيع بقايا الطعام، وكبرت الفكرة وأحبها الناس، مستشعرين فيها العمل الخيري، خاصة وأن زياراتهم للأسر المحتاجة نبهتهم لأمور كثيرة، فجمعهم لهذا الفائض وذهابه إلى فئات مستحقة كان له الأثر الكبير على عملهم. بعد ذلك بدأ العمل يكبر ويكبر وبدأ أصحاب الخير بتوفير سيارة مزودة بثلاجة مبردة، وتوفير قيمة القصدير الذي يوضع فيه الطعام، وعندما تضاعفت المسؤولية كان لا بد من أن توضع تحت مظلة رسمية لزيادة الثقة والمصداقية للجمعية لتكون جمعية «خيرات» الحالية، وهي جمعية تخصصية نوعية تختص بجمع فائض الطعام من قاعات الفنادق والمطاعم والمناسبات الخاصة والاستراحات وإعادة جمع هذا الفائض غير الملموس الصالح للاستهلاك وتعبئته وتغليفه ومن ثم توزيعه على الجهات المحتاجة من أصحاب الدخل المنخفض.
• وماذا تحتاجون في الفترة الحالية؟
•• بصراحة، بدون التوعية سنظل ندور في حلقة مفرغة، ونحن الآن نعمل على اتجاهين يسيران مع بعضهما البعض، أولهما التوعية وجمع الفائض، ونحن نستطيع أن نجمع الطعام لـ 100 سنة قادمة، ويزداد الفائض ولكن بدون التوعية سنظل ندور في حلقة مفرغة، وقسم العلاقات العامة في الجمعية نشيط جدا، حيث يشارك في المعارض والأركان التعريفية والتوعوية في جميع المحافل بالجامعات المدارس والمعاهد، حتى مكاتب الأحوال نستفيد منها في شيئين، حيث نسجل أسرا ويتعرف علينا الناس وتستفيد من خدماتنا، إضافة لمن لديه مناسبات ويريد خدماتنا، فدورنا في المناسبات الرسمية هو تعريفي توعوي بنشاط الجمعية وهدفها وماذا تقدم من خدمات، إضافة إلى استقبال الداعمين والمتبرعين والأسر المحتاجة، وهناك من الأسر في ظروف صعبة، وبعض المستفيدين من الجمعية يقولون إن الوجبات التي يحصلون عليها من الجمعية لا يجدون غيرها حتى يأتي دورهم في الأسبوع الذي بعده، كما أن أسرا تسكن مناطق بعيدة جدا يفصل بيننا وبينهم ما يقارب الساعة، يتكلفون ويأتون للاستفسار عن كيفية الحصول على وجبه أو عن سبب تأخر وصول الوجبات إليهم، ونحرص على صون كرامة تلك الأسر، التي يشعر بعضها بالحرج عندما تقف سيارة الجمعية أمام منزله، ولإزالة ذلك استبعدنا شعار الجمعية من السيارات التي توزع الطعام.
• ولكن هل تخضع هذه الوجبات «بقايا الطعام» للاشتراطات الصحية؟
•• ما نقدمه طعام صالح مستوفى لجميع الشروط، بل على العكس نحن حريصون جدا على أن تقدم تلك الوجبات بأحسن صورة وأعلى جودة عن طريق البيانات الكاملة المكتوبة على غطاء الوجبة، ومكان الوجبة ومن أي قاعة أو فندق ومن الفريق الذي قام على جمعها، ونوعية الوجبة، وتاريخ صلاحيتها للمتابعة لولا سمح الله حدث شيء.
• وما الوجبات المقدمة؟
•• هناك نوعان من الوجبات، الأولى تتجه إلى مستحقيها، والأخرى إلى ثلاجات المساجد التي نتعاون معها من خلال أئمة المساجد، إضافة إلى مشرف من قبل الجمعية، ويجد المحتاج عندما يفتح هذه الثلاجات جميع البيانات مكتوبة على الوجبات التي تتنوع بين طبق رئيسي، وحلويات، وسلطة، فيختار ما يناسبه بطريقة تحفظ له خصوصيته وكرامته وبدون السؤال عن مكوناتها، ونشكر من خلالكم أئمة المساجد على إخلاصهم ومتابعتهم للعمل.
• كم عدد الأسر المسجلة رسميا في الجمعية؟
•• ما يزيد على 500 أسرة فقط في مدينة الرياض، ونشاط الجمعية يغطي مدينة الرياض كاملة، ولكن حاليا وكوننا في مرحلة التأسيس هناك قصور في الإمكانات، ونحتاج إلى العدد الكافي من المتبرعين، وينقصنا الدعم، حيث نجاهد من أجل الوفاء بالتزاماتنا لتغطية مدينة الرياض، التي تتركز الأسر المحتاجة في شمالها وجنوبها وغربها وشرقها ووسطها، فقد يصل عدد الأفراد في الأسرة الواحدة إلى 20 فردا أو عدة أسر، وفي نفس البيت مطلقات مع أبنائهم، إضافة إلى الأسرة الأم، فهناك العديد من المحتاجين لا يطلبون إلا ما يسد رمقهم و كفايتهم الغذائية، ونحن للأسف في غفلة عنهم، فعندما تأتي الأسرة للتسجل فهي على يقين أننا لا نعطي مالا ولا نسدد دينا، فكل ما يطمحون له وجبة تصادر جوعها.
تفاعل المجتمع ورجال الأعمال
• كيف تجدون تفاعل رجال الأعمال والمجتمع؟
•• عندما يعلم المجتمع بالوضع وحال المحتاجين كونهم يبحثون فقط عن لقمة تسد جوعهم يتأثر كثيرا ويتفاعل، فقد أقمنا العديد من الملتقيات وكان هناك تفاعل على سبيل المثال سكان في حي الفلاح الذي يقع فيه مقر الجمعية عندما علموا بنشاط الجمعية تفاعلوا مع برامجها، لذلك ينقصنا تسليط الضوء على أعمالنا عبر وسائل الإعلام. أما دعم رجال الأعمال للجمعية للأسف ليس هناك دعم يذكر، وليس بالمستوى المأمول، ومازلنا ننتظر الدعم والمساندة، حيث خاطبنا الكثير من الجهات والمؤسسات المانحة، ويأتينا الدعم أحيانا، ولكنه دون المستوى المأمول، وتملك الجمعية 13 سيارة، والطموح أن نصل إلى 60 سيارة لكي نغطي الهجر والقرى، فهناك محتاجون كثر وأغلبهم متعففون يرجون إيصال ما يسد جوعهم فقط، ولدينا شباب متطوعون، وكادر إداري نسائي متحمس، وبإمكاننا أن نضاعف الجهد ولكن قلة الدعم تكتف أيدينا وتمنعنا من التوسع.
• ما آلية تعاونكم مع منظمي المناسبات والولائم؟
•• تبليغنا قبل المناسبة بـ 48 ساعة فقط، وهناك نموذج يعبأ ويحدد فيه ما إذا كانت المناسبة عبارة عن بوفيه أو ذبائح، وهل هي للرجال أو للنساء، وكمية الفائض المتوقع لكي نرسل العدد الكافي، ونصل في الوقت المحدد، وننتظر انتهاء الضيوف، ثم نبدأ بالفرز والتوزيع، والفائض دائما كبير، فقد جمعنا من مناسبة واحدة فقط فائض عشاء (لأحد المشاهير) أكثر من 5000 وجبة.
مواقف مؤثرة لجوع أسرة
• حدثينا عن بعض المواقف المؤثرة أثناء عملكم الخيري؟
•• في بداية انطلاق الجمعية وعندما كانت رئيسة مجلس الإدارة نورة العجمي تخرج بنفسها لتوزيع الطعام، حدثتنا أن امرأة اتصلت عليها الساعة الثانية فجرا وقالت لها بالحرف الواحد «قولي يا الله، إن الله يسد من سد جوعي»، فأرسلت لها بعض المتطوعين، وحددت الموقع، وأوصلوا لها الطعام، فكان موقفا صعبا أن تتصل سيدة في ذلك الوقت لا تريد إلا ما يسد رمقها، فهي لم تكن تريد أي مساعدات سوى ما يكفيها من الطعام هي وأطفالها، فهذه قمة الحاجة.
• هل حاولتم استغلال بعض المناسبات للترويج لعمل الجمعية؟
•• شاركنا بفائض طعام مهرجان مزاين الإبل لعامين، ولو رجعنا إلى الوراء وتذكرنا الصور لفائض طعام مسابقة المزاين، وكيف كان الناس متذمرين من كمية الطعام المهدورة، فإحصائية هذا العام 250 ذبيحة في اليوم و95 قعودا، وعدد الوجبات التي جمعناها من فائض الطعام في مدة شهر المسابقة تصل إلى 207,343 وجبة، استفاد منها 129,000 ألف عامل و 4350 أسرة، وبصراحة استنفد مهرجان الإبل طاقات كبيرة، حيث كنّا نجمع الصالح وغير الصالح، ونحمله على الدينات (الشاحنات الصغيرة) ونوصلها المستودعات لإعادة تدويرها لتحويلها إلى سماد وأعلاف، واستأجرنا ما يزيد عن 35 شاحنة، إضافة إلى سيارات الجمعية التي تفرغت للتوزيع على المحتاجين.