-A +A
لعلها من أجمل المصادفات أن تأتي موافقة مجلس الأمن الدولي على تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى اليمن خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع إطلاق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قافلة مساعدات تتكون من 70 شاحنة تحمل 1200 طن من المواد الغذائية والإيوائية.

وكأنما تأتي هاتان الحادثتان بالتزامن، لتمثل القافلة الإغاثية علامة بارزة للمبعوث الأممي الجديد عما يحدث فعلا على أرض الواقع في اليمن، التي تمتد فيها يد الخير والإنسانية المتمثلة في المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف العربي، في وجه التدمير والتخريب الممنهج الذي تتبعه الميليشيات الانقلابية، ضد الطفولة والمرأة، والبشر والحجر بشكل عام، بل ضد الفكر الوسطي المعتدل الذي حاولت استبداله بكهنوت طائفي مقيت.


إن من يبني ليس كمن يهدم، ومن يدعم ويغيث ليس كمن يستولي على المال العام وينهب المساعدات، ومن همه النظام والشرعية ليس كمن همه التسلط والفوضى وانعدام الأمان، ومن همه اليمن بكل أطيافه ليس كمن همه الطائفة والسلالة، إنهما طرفان لا يستويان.

فما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم لليمن خلال السنوات الثلاث الماضية سواء للبرامج الإغاثية أو للبنك المركزي يصل إلى 11 مليار دولار، في حين لم يقدم الانقلابيون سوى الدمار الاقتصادي والاستئثار بالموارد الشحيحة التي يتمتع بها اليمن.

لذلك فالأمل معقود على المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن في أن يكون له دور فاعل في دفع الوضع للوصول إلى حل سياسي في اليمن، وفق قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني.