مدير الندوة حمد القاضي متوسطا المشاركين: مشعل النامي، جميل الذيابي، عايد المناع ومشاري الذايدي. (تصوير: عبدالعزيز الجابر)
مدير الندوة حمد القاضي متوسطا المشاركين: مشعل النامي، جميل الذيابي، عايد المناع ومشاري الذايدي. (تصوير: عبدالعزيز الجابر)
-A +A
أمل السعيد (الرياض)amal222424@

* جميل الذيابي: علاقة استثنائية.. سياسياً واجتماعياً

* مشاري الذايدي: ذاكرة مشتركة تجمع الشعبين الشقيقين


* مشعل النامي: السعودية سخرت إمكاناتها دفاعا عن الكويت

* عايد المناع: نموذج فريد.. شعب واحد في دولتين

أجمع المشاركون في ندوةٍ عن تاريخ العلاقات السعودية الكويتية أقيمت أمس الأول (الأحد) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، على تميز العلاقات السعودية الكويتية، ووصفوها بالوطيدة والقوية في المجالات كافة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

واستذكرت الندوة التي أقامتها وزارة الثقافة والإعلام؛ احتفاء باليوم الوطني الـ57 ويوم التحرير الـ27 لدولة الكويت الشقيقة، موقف الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز إبان الغزو العراقي للكويت ومقولته الشهيرة «أنْ تعود الكويت أو تذهب معها السعودية»، ودورها في حسم الموقف لصالح مناصرة الحق الكويتي، وتكريس وحدة المصير بين الشعبين الشقيقين في السعودية والكويت.

وأكد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» جميل الذيابي أن الحديث عن العلاقة السعودية الكويتية يقوم على أسس وعلاقة جذرية ومصيرية وتاريخية راسخة ومهمة، قائلا «كما يقال وحدة الأرض من وحدة المكان، ووحدة التاريخ من وحدة الزمان، لذلك لو نعود بالتاريخ من قيام الدولة السعودية الثالثة وانطلاق الملك المؤسس من الكويت إلى الرياض وبدء تأسيس هذه الدولة المترامية، وهي المملكة، لابد أن تذكر الكويت ويذكر ذلك التاريخ».

وقال الذيابي: أن الشعار الذي أطلق منذ اليومين الماضيين «السعودية والكويت كلنا واحد» يعبر عن تفاصيل دقيقة في علاقة البلدين، مستشهدا بمقولة الملك فهد بن عبدالعزيز، عندما قال إما أن تعود الكويت أو تذهب معها السعودية، وهذه هي العلاقة الحقيقية؛ العلاقة النفسية والاجتماعية التي تربط البلدين والمصير الواحد.

وأضاف الذيابي أن هناك جوارا جغرافيا ورابطا اجتماعيا، واستشهد بحادثة سابقة قائلا «كان يوجد تمرين عسكري بحفر الباطن، وحجزت من جدة إلى الدمام، ومن ثم السفر برا إلى حفر الباطن لمدة 4 ساعات، ولما وصلتها، قال لي أحدهم لو حجزت من جدة للكويت ومن الكويت لحفر الباطن لاختصرت كثيرا من الجهد والوقت، وهذا دليل على المساحة الجغرافية المتجانسة المتقاربة بين البلدين، وتربطهم صلة قرابة بين العشائر والقبائل وأسر وعوائل، وهذا يدلل على علاقة متنامية ومترابطة ومصيرية، ولا يوجد بين الدولتين مصالح مختلفة بل كلمتهم واحدة والتفكير السياسي والاجتماعي واحد».

وأكد الذيابي أن موقف السعودية والكويت ضد إيران وضد ممارساتها موقف واحد، ودلالات ذلك البيانات والتصريحات التي تخرج بعد القمم الخليجية.

وتحدث الدكتور عايد المناع عن علاقة السعودية بالكويت وعن أواصر العلاقة المتينة بين الشعبين وبين القيادتين، قائلا «نحن شعب واحد في دولتين، ونحن شعب واحد في مجموعة الدول الست الخليجية».

وتابع: أن العلاقات السعودية - الكويتية تعتبر الأكثر انسجاماً عبر القرون التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين، فالعلاقة بين البلدين أكثر من سياسية، فهناك علاقة بين القبائل؛ علاقة اجتماعية واقتصادية وثقافية.

ووصف المناع العلاقة السياسية بين الدولتين بأنها أنموذج للعلاقات الأخوية الرائعة والمؤكدة والملتزمة بالأمن والإستقرار، وكل طرف حريص على الآخر.

وعرج المناع إلى جهود الملك عبدالعزيز في تأسيس الدولة السعودية، ودور الكويت في ذلك، قائلا «لنا الفخر والاعتزاز بذلك، وبأن المملكة العربية السعودية كان لها جهود سياسية بارزة مع الكويت، وكانت وقفتها تاريخية للدفاع عن الكويت».

من جانبه، بدأ المحلل السياسي مشاري الذايدي حديثه بأبيات شعرية للشاعر خلف بن هذال عن الكويت قالها إبان الغزو العراقي، وتحدث عن دور الكويت الاقتصادي وأهميته في المنطقة، مؤكدا أن الكويت جزء من الذاكرة السعودية، والسعودية جزء من الذاكرة الكويتية.

وأضاف الذايدي أن لحظة غزو الكويت كشفت أشياء كثيرة لم تكن معلومة، مستشهدا بقول الشاعر: «جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي».

وقبل غزو صدام للكويت يمكن لمن يراجع الصحف في تلك المرحلة أن يعرف مدى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ورسوخها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، خصوصا من الناحية الاقتصادية، لأن الكويت كانت قبل زمن البترول السوق الأساسية لنجد والأحساء، وهذا يؤكده المؤرخون فيما يعرف بالساب لة أو المسابلة، وكانت الكويت ميناء تجاريا يتلقى حركة التجارة من وسط الجزيرة العربية (نجد).

بدوره، أشار الكاتب الباحث السياسي مشعل النامي إلى أن إستراتيجية المملكة ما زالت قائمة على مقولة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز «إما نعيش معا أو نموت معا، إما أن تذهب السعودية مع الكويت أو نحرر الكويت»، موضحا أن المملكة سخرت إمكاناتها كافة دفاعا عن الكويت، وتلك هي إستراتيجية السعودية تجاه الكويت، إذ لم تكن تلك الوقفة إلا امتدادا لمواقف دفاعية للسعودية مع الكويت.

وأضاف: إن دول الخليج تدرك أن قوتها باجتماعها وليس بتفرقها، وذكّر بتاريخ علاقة المملكة العربية السعودية بالكويت، خصوصا إبان الغزو العراقي.

وتحدث النامي عن حادثة مرت بالكويت عام 2012، عندما عصفت بها المظاهرات، يومها قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مقولته الشهيرة «كادت الكويت أن تذهب»، ووجه شكره للمملكة العربية السعودية التي سخرت إمكاناتها كافة للكويت، وهذا ليس الموقف الأخير للمملكة العربية السعودية.

وشدد النامي على أنه لو حصل للكويت لا قدر الله أي أزمة سيتكرر الموقف ذاته من الملك سلمان في الدفاع عن الكويت والوقوف معها، فهذه هي سياسة المملكة العربية السعودية، واعتقادها الراسخ «إما نعيش سوا أو نموت سوا».

أدار الندوة:

عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي

المشاركون:

• الباحث والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع

• رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» جميل الذيابي

• المحلل السياسي مشاري الذايدي

• الكاتب والباحث السياسي مشعل النامي