تؤكد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لمصر متانة العلاقات الإستراتيجية بين أكبر قوتين في منطقة الشرق الأوسط. وكانت لفتة ذات مغزى أن يستهل ولي العهد جولته الخارجية الأولى منذ توليه ولاية العهد منتصف العام 2017 بزيارة الشقيقة مصر، تأكيداً للتحالف القوي بين البلدين وهما يتصديان معاً للأخطار التي تهدد المنطقة والعالم الإسلامي، وفي مقدمتها إيران التي تحلم بالتهام المنطقة العربية بأسرها. ولا شك في أن السعودية ومصر تجمعهما أيضاً مصالح اقتصادية لا تقل أهمية عما يجمعهما من مصالح إستراتيجية. ولذلك فإن الاتفاقات التي وقعها البلدان أثناء زيارة ولي العهد تأتي ترسيخاً لمفهوم خدمة تلك المصالح التي تربط السعودية، التي تملك أكبر اقتصاد في العالم العربي، ومصر التي تملك أكبر تعداد سكاني في المنطقة. وبدا منذ وصول ولي العهد إلى القاهرة احتفاء مصر الكبير بضيفها الكبير، ما حدا بالرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن يخالف البروتوكول بالخروج بنفسه لاستقبال ولي العهد في مطار القاهرة. كما أن قيام مقاتلتين من سلاح الجو المصري بمرافقة طائرة ولي العهد بعد دخولها الأجواء المصرية يمثل دليلاً على تلك الحفاوة والتقدير والاحترام للأمير الشاب الذي يعتبر توطيد العلاقات السعودية المصرية خير ضمان لعالم عربي تكون بواباته محروسة بوجه قوى الشر التي تحاول التدخل لزعزعة الاستقرار، وتفريق الشعوب، وإحداث الفتن.